باب الكلام على الخرمية (١) القائلين بتواتر الرسل بعد نبينا صلى الله عليه وآله إعلم أنهم زعموا أن الأنبياء بعد محمد صلى الله عليه وآله تترى، وأن الرسالة لا تنقطع إلى الأخرى، وتمسكوا بقوله تعالى: ﴿يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾ (2).
قالوا: وهذا في المستقبل يدل على أن الرسل تترى.
واستدلوا أيضا بقوله تعالى: (وخاتم النبيين) (3).
وقالوا: الخاتم في المعتاد يكون مستعملا في وسط الكتاب، فدل هذا على أنه ليس بآخر الرسل.
وربما كانوا يقولون: قد علمنا ذلك بالعقل والخبر.
فصل في ابطال قولهم إعلم - أولا - أنا إنما قطعنا على القول بأن لا نبي بعد نبينا، ولا رسول بعد رسولنا من جهة الخبر على ما يذكر من بعد.
فأما من جهة العقل فقد كان جائزا أن يكون بعده صلى الله عليه وآله نبي أو رسول.