155 / 3 - ما روى بعض مواليه أنه دخل عليه، ورأي بين يديه حديدا "، وهو يأخذ بيده منه، ويدققه ويجعله حلقا ويسرده (1) كأنه الشمعة في يده قال: فسألته عنه، فقال: " أصنع الدرع ".
ومما يصحح ذلك، ويشهد بصحته، حديث خالد بن الوليد، وهو حديث طويل قد اقتصرنا على الموضع المقصود لشهرته.
156 / 4 - وحدث به عبد الرحمن بن العباس وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قالا: كنا جلوسا عند أبي بكر وقد أضحى النهار، فإذا بخالد بن الوليد قد وافى في جيش قام غباره، وكثرت صواهل خيله، فإذا بقطب رحى ملوي في عنقه، وقد فتل فتلا، فنزل عن فرسه، ووقف بإزاء أبي بكر، فرمقه الناس بأعينهم وراعهم (2) منظره، فابتدأ وقال: إعدل يا بن أبي قحافة حيث جعلت في الموضع الذي لست له بأهل، وما ارتفعت إلى هذا المكان إلا كما يرتفع الطافي من السمك على الماء - في كلام طويل أعرضنا عن ذكره - ثم قال: إني رجعت منكفئا من الطائف إلى هذه (3) في طلب المرتدين، فرأيت ابن أبي طالب عليه السلام ومعه رهط عصاة عتاة من الذين شزرت حماليق (4) أعينهم من حسدك، وبدرت حقدا " عليك،