معدن الجواهر - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٤٢
وقال عند وفاته لولده الحسن عليه السلام: يا بني احفظ عني أربعا (1) قال:
وما هن يا أبتي؟ قال: اعلم أغنى الغناء العقل وأكبر الفقر الحمق وأوحش الوحشة العجب وأكرم الحسب حسن الخلق.
وقال عليه السلام: ما أحق باللبيب أن يكون له أربع ساعات في النهار: ساعة يحاسب فيها نفسه وينظر ما اكتسب لها وعليها في ليلته ويومه وساعة يرفع فيها حاجته إلى ربه وساعة يفضي لإخوانه وثقاته الذين يصدونه عن عيوبه وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذتها مما يحمد ويحل وان الساعة لمرغوبة على هذه الساعات الاخر وان استجمام القلوب وتوديعها زيادة في قوتها.
وروي عن الحسن بن علي عليه السلام أنه قال: أكثروا الاختلاف إلى المساجد فلن يعد منكم خلال أربع: آية محكمة وعلم مستفاد وترك الذنب أما حياءا وأما خشية واخ مستفاد.
وقال عليه السلام: احذروا كثرة الحلف فإنما يحلف لخلال أربع أما لمهانة يحسها من نفسه تحثه (3) على الضراعة تصديق الناس إياه وأما لغو المنطق فيتخذ الايمان حسوا (4) وصلة لكلمة وأما لتهمة عرفها من الناس فيرى انهم لا يقبلون قوله إلا باليمين واما ارساله لسانه من غير تثبت. وقال عليه السلام مصائب الدنيا أربع: موت الوالد وموت الولد وموت الأخ وموت المرأة.
فموت الوالد قاصم الظهر وموت الولد صدع الفؤاد وموت الأخ قص الجناح وموت المرأة حزن ساعة وروي عن الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال: ان الله عز وجل اخفى أربعة في أربعة: اخفى رضاه في الحسنات فلا يستصغرن أحد منكم حسنة لأنه لا يدري فيم رضى الله تعالى واخفى سخطه السيئات فلا يستصغرن أحدكم سيئة فإنه لا يدري فيم سخط الله وأخفى أولياءه في الناس فلا يستصغرن أحدكم أحدا فإنه يوشك

(1) في الأصل (أربع).
(2) في الأصل (استحمام).
(3) في الأصل (يحثه).
(4) كذا في الأصل ولعله (حشوا).
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست