معدن الجواهر - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٤٤
عبد وخدمته للعالم الذي أخذ منه علمه وأربعة تستحيي من الختم عليهن لنفاستها ونفي التهمة عنها والاحتياط فيها: المال والجوهر والطيب والدواء.
وذكر أن ذا القرنين وجد لوحا من ذهب تحت حائط المدائن فيه أربعة أسطر: السطر الأول عجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح السطر الثاني عجبت لمن يوقن بالقدر كيف يحزن السطر الثالث عجبت لمن يوقن بالنار كيف يضحك السطر الرابع عجبت لمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها.
قيل: ولزم حكيم باب بعض ملوك العجم دهرا فلم يصل فتلاطف الحاجب في ايصال رقعه إليه ففعل فكتب أربعة أسطر: السطر الأول الضرورة والأمل أقدماني عليك السطر الثاني العدم لا يكون معه صبر السطر الثالث الانصراف بغير فائدة شماتة الأعداء السطر الرابع فاما نعم مثمرة واما لا مريحة فلما قرأ السطر الأول وقع كل سطر منها عشرة آلاف درهم.
وروي عن ابن عباس أنه قال: أربعة لا أقدر على مكافأتهم: رجل بدأني بالسلام ورجل وسع لي في المجلس ورجل عثرت قدماه في المشي حاجتي واما الرابع فلا يكافئه عني الا الله عز وجل قيل: وما هو؟ قال: رجل نزل به أمر فبات ليلته مفكرا (1) بمن ينزله ثم رآني اهلا لحاجته فأنزلها بي.
وقالت كليلة: تقسمت الناس أربعة الرغبة في المال والشهوة للذات والطلب للذكر والعمل للمعاد فالثلاثة متاع وشيك الفناء باقي التبعة والرابعة تنظم الثلاث بغير تبعة غنى كالرضى عن الله تعالى ولا لذه كالتقوى ولا ذكر أشرف من طاعة الله.
وحفظ عن الحسن البصري أربعة خلال: عش ما شئت فإنك ميت واجمع ما شئت فإنك تاركه وأحب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه.
وقيل لبعضهم: علام بنيت امرك؟ فقال: على أربع خصال: علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت نفسي وعلمت ان عملي لا يعمله غيري فانا مشتغل به وعلمت ان اجلي أدري متى يأتي فأنا مبادره وعلمت اني لا أغيب عين فانا مستحي منه.

(1) في الأصل (مفكر).
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست