معدن الجواهر - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٣٨
وعز القدر وطرح مؤن الاستكبار ولا تضع المعروف ثلاثة: اللئيم فإنه بمنزلة السبخة والفاحش فإنه يرى أن الذي صنعت إليه إنما هو مخافة لفحشه والأحمق فإنه يعرف ما أسديت إليه.
واعلم أن الشكر ثلاث منازل: هو لمن فوقك بالطاعة ولنظيرك بالمكافأة ولمن دونك بالافضال ولا تطلب حاجتك يا بني من ثلاثة: لا من كذاب فإنه يقربها (1) بالقول ويباعدها بالفعل ولا من أحمق فإنه يريد ينفعك فيضرك ولا ممن له أكلة من جهة رجل فإنه يؤثر أكلته على حاجتك وإياك يا بني والكذب فان المرء لا يكذب إلا من أحد ثلاثة أشياء: أما لمهانة نفسه لسخافة رأيه أو لغلبة جهله واحذر مشاورة ثلاثة الجاهل والحاسد وصاحب الهوى.
واعلم أن ثلاثة أفضل ما كان لا غناء بهم عن ثلاثة: أحزم ما يكون الرجل لا غنى به عن مشاورة ذوي الرأي وأعف ما تكون المرأة لا غنى بها عن الزوج وأوفر ما تكون الدابة لا غنى عن الوسط. وثلاث هن للكافر مثل ما هن للمسلم:
من استشارك فانصح له ومن ائتمنك على أمانة فأدها ومن كان بينك وبينه رحم فصلها وقيل لاعرابي: ما تفتنهم (2) من أميرك؟ فقال: ثلاث خلال: يفضى بالعشوة ويطيل النشوة (3) ويقبل الرشوة.
وقيل لثلاثة مجتمعين: السرور فقال الأول منهم السرور مجتمع في ثلاث: امرأة حسناء ودار قرور (4) وفرس مرتبط.
وقال الثاني: السرور مجتمع ثلاث: لواء منشور وجلوس على السرير والسلام أيها الأمير. وقال الثالث: السرور مجتمع في ثلاث: رفع الأولياء وحط الأعداء وطول البقاء مع القدرة والنماء.

(1) في الأصل (فإنها يقى بها).
(2) كذا في الأصل، ولعله (ما تتهم).
(3) العشوة بفتح العين: ركوب الامر على غير بيان. والنشوة بفتح النون: السكر أو أوله.
(4) القرور بضم القاف: الثابت، وكأنه يريد الدار التي هي ملك الانسان.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست