معدن الجواهر - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٣٦
جسده وصناعة يستعين بها في معاشه.
وقيل: لو ثلاث خصال ما وضع ابن آدم رأسه لشئ ابدا ومعهن لوباب (1) الموت والمرض والفقر.
وقيل: إذا أراد الله بعبد خيرا جعل فيه ثلاث خصال: فقهه في الدين وزهده في الدنيا وبصره عيوبه.
وقال بعض الحكماء لرجل: الا أعلمك ثلاثة أبواب من الحكمة تنتفع بها؟
قال: بلى. قال أعلمك علما لا تتعايى فيه العلماء سئلت عما لا تعلم فقل الله ورسوله أعلم وأعلمك علما تتعايى فيه الأطباء وهو إذا أكلت طعاما فارفع يدك وأنت تشتهيه وأعلمك حكما لا تتعايى فيه الحكماء وهو إذا جلست إلى قوم فلا تبدأهم بالكلام حتى تسمع يقولون فإن خاضوا في خير خضت معهم وإن كان ذلك قد سلمت من شرهم.
وقال بوذرجمهر (2): ما ورثت الاباء الأبناء خيرا من ثلاثة أشياء: الأدب النافع والاخوان الصالحون والثناء الجميل.
وقال العباس بن عبد المطلب لابنه: يا بني لا تعلم العلم لثلاث خصال: لتمارى به ولترائى ولتباهى به ولا تدعه لثلاث خصال: لرغبه في الجهل ولزهد في العلم ولاستحياء من التعلم وقال عباس رحمة الله عليه: قال لي انى (3) أرى أمير المؤمنين يدنيك دون أصحاب النبي صلى الله عليه وآله قال: فاحفظ عنى ثلاثا: لا تتحدثن كذبا ولا تغتابن عنده أحدا ولا تفشين سرا وروي أن بعض الملوك استصحب علي بن زيد الكاتب فقال له على:
انى (4) أصحبك على ثلاث خلال. قال ما هي؟ قال: لا تهتك له (5) سترا ولا تشتم له (6) عرضا ولا تقبل في قول قائل حتى ترى. قال: هذه لك فمالي

(1) كذا في الأصل.
(2) في الأصل (ابن جمهر).
(3) كذا في الأصل، ولعله قال لي أبى).
(4) في الأصل (أن).
(5 - 6) كذا في الأصل، والظاهر أن يكون (لي).
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست