ذكرناه قال المفيد رضوان الله عليه اخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى عن حماد بن حريز عن محمد بن مسلم الثقفي قال قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام ان قوما من أهل العراق يزعمون أن الله تعالى سميع بصير كما يعقلونه قال فقال الله تعالى إنما يعقل ذلك فيما كان بصفة المخلوق وليس الله تعالى كذلك وباسناده عن محمد بن يعقوب عن علي بن محمد مرسلا عن الرضا عليه السلام أنه قال في كلام له في التوحيد وصفة الله تعالى كذلك بأنه سميع اخبار بأنه تعالى لا تخفى عليه شئ من الأصوات وليس على معنى تسميتنا بذلك وكذلك قولنا بصير فقد جمعنا الاسم واختلف فينا المعنى وقولنا أيضا مدرك ورائي مدرك لا يتعدى به معنى عالم فقولنا رائي معناه عالم بجميع المرئيات وقولنا مدرك معناه عالم بجميع المدركات فهذه صفات المجازات والحمد لله (القول في الخالق) في لغة العرب هو المقدر للشئ قيل فعل المروى المفكر فيه قال زهير بن أبي سلمى يمدح هرم بن سنان (ولانت تفرى ما خلقت وبعض) (القوم يخلق ثم لا يفرى) وقال الحجاج ابن يوسف (اني لا أعد الا وفيت) (ولا أخلق إلا فريت) والشواهد في هذا كثيرة وإذا كان هذا حقيقة الخالق اعلم أن وصف الله تعالى به اتساع وتجوز والمراد به فاعل لأن الله تعالى لا يصح ان يقدر بروي وبفكر (فصل) في صفات أهل الايمان في كتاب المحاسن للبرقي قال مر أمير المؤمنين عليه السلام بمجلس من مجالس قريش فإذا هو بقوم بيض ثيابهم صافية ألوانهم كثير ضحكهم يشيرون بأصابعهم إلى من مر بهم ثم مر بمجلس للأوس والخزرج فإذا هو بقوم بليت منهم الأبدان ورقت منهم الرقاب واصفرت منهم الألوان قد تواضعوا بالكلام فتعجب أمير المؤمنين عليه السلام من ذلك ودخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال بابى أنت وأمي يا رسول الله مررت بمجلس لآل فلان ثم وصفهم ثم قال وجميع مؤمنون فأخبرني يا رسول الله بصفة المؤمن فنكس رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه ثم رفعه فقال عشرون خصلة في المؤمن من لم تكن فيه لم يكمل ايمانه ان من أخلاق المؤمن يا علي الحاضرون الصلاة والسارعون إلى الزكاة والمطعمون المساكين والماسحون رأس اليتيم والمطهرون اظفارهم والمتزرون على أوساطهم الذين ان حدثوا لم يكذبوا وان وعدوا لم يخلفوا وان ائتمنوا لم يخونوا وان تكلموا صدقوا رهبان بالليل أسد بالنهار صائمون النهار قائمون الليل لا يؤذون جارا ولا
(٢٩)