وأجمعوا - أيضا - على أنه قال لعلي عليه السلام: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي " (1).
فأوجب بذلك له الخلافة من بعده، وأوضح به عن استخلافه إماما.
(١) معروف بحديث المنزلة، اعترف المحدثون بتواتره وشهرته: فالكتاني من العامة، أورده من حديث ثلاث عشرة نفسا [وذكر أسماءهم] وقال: وقد تتبع ابن عساكر طرقه في جزء فبلغ عدد الصحابة فيه نيفا وعشرين، وفي (شرح الرسالة) للشيخ جسوس رحمه الله ما نصه: حديث " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " متواتر، جاء عن نيف وعشرين صحابيا، واستوعبها ابن عساكر في نحو عشرين ورقة. نظم المتناثر (ص 195) رقم (233).
وقد رواه أصحاب الصحاح والسنن: كالبخاري في صحيحه (4 / 208) و (5 / 129) ومسلم في صحيحه (2 / 360) وأحمد في مسنده (1 / 173) ومواضع عديدة أخر.
وقال السيد الشريف المرتضى: إن علماء الأمة مطبقون على قبوله... والشيعة تتواتر به، وأكثر رواة الحديث يرويه، ومن صنف الحديث منهم أورده من جملة الصحيح، وهو ظاهر بين الأمة شائع، كظهور سائر ما تقطع على صحته من الأخبار.
الشافي، للمرتضى (3 / 8).
وقال الأمير الناصر: خبر المنزلة هو مجمع على صحته وغير مختلف في ثبوته. ينابيع النصيحة (ص 195).
وقال القاضي النعمان: وهذا - أيضا - خبر مشهور، قد جاء من طرق شتى، وثبت.
شرح الأخبار (1 / 97).