الله أن أنظر، فمكثت ما شاء الله، ثم نظرت بعد فإذا أنا بين يديه (صلى الله عليه وعلى آبائه) (1).
132 / 22 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو النجم بدر ابن الطبرستاني، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) قال: روي عن أبي خالد الكابلي أنه قال: كنت أقول بمحمد بن الحنفية فلقيني يحيى بن أم الطويل فدعاني إلى علي ابن الحسين (عليه السلام)، فامتنعت عليه، فقال لي: ما يضرك أن تقضي حقي بأن تلقاه لقية واحدة! فصرت معه إليه، فوجدته (عليه السلام) جالسا في بيت مفروش بالمعصفر (2) ملبس الحيطان (3) وعليه ثياب مصبغة، فلم أطل (4) عنده، فلما نهضت قال لي: صر إلينا في غد إن شاء الله. فخرجت من عنده.
فقلت ليحيى: أدخلتني إلى رجل يلبس المصبغات! وعزمت أن لا أرجع إليه، ثم فكرت أن رجوعي غير ضائر، فصرت إليه في الوقت فوجدت الباب مفتوحا، ولم أر أحدا فهممت بالرجوع، فناداني من داخل الدار: ادخل. ثلاثة أصوات فظننت أنه يريد غيري، فصاح: يا كنكر (5)، ادخل. وهذا الاسم كانت أمي سمتني به، ولم يسمعه منها أحد غيري، فدخلت إليه فوجدته جالسا في بيت مطين، على حصير بردي، وعليه قميص كرابيس (6)، فقال لي: يا أبا خالد، إني قريب عهد بعرس، وإن الذي رأيت بالأمس من آلة المرأة، ولم أحب خلافها.
فما برحت ذلك اليوم من عنده حتى أراني الأعاجيب، فقلت بإمامته، وهداني الله به وعلى يديه (7).