يسمه، فوجدوه في منزله، فلما دخلوا ركب السحاب، وجاء حتى وقف فوق رأسه (1)، وقال: أيما أحب إليك: تكف. أو آمر الأرض أن تبلعك (2)؟ قال:
ما أردت إلا إكرامك والاحسان إليك. ثم نزل عن السحاب، فجلس بين يديه، فقرب إليه أقداحا فيها ماء ولبن وعسل، فاختار علي بن الحسين لبنا وعسلا، ثم غاب من بين يديه حيث لا يعلم (3).
113 / 3 - قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن الأعمش، عن قدامة بن عاصم، قال:
كان علي بن الحسين (عليهما السلام) رجلا أسمر ضخما من الرجال، وكان ينظر إلى صريمة فيها ظباء فيسبق أوائلها ويردها على أواخرها (4).
114 / 4 - قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، عن عمارة بن زيد، عن أبي إسحاق إبراهيم بن غندر، قال:
جاء مال من خراسان إلى مكة، فقال محمد بن الحنفية: هذا المال لي وأنا أحق به. فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): بيني وبينك الصخرة. فأتيا الصخرة، فكلم محمد ابن الحنفية الصخرة فلم تنطق، فكلمها علي بن الحسين فنطقت وقالت: المال لك، المال لك، وأنت الوصي وابن الوصي، والإمام وابن الإمام. فبكى محمد وقال: يا بن أخي، لقد ظلمتك إذ غصبتك حقك (5).
115 / 5 - قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله، قال: حدثنا محمد بن سعيد، عن سالم بن قبيصة، قال: شهدت علي بن الحسين (عليه السلام) وهو يقول: أنا أول من خلق الأرض، وأنا آخر من يهلكها.
فقلت له: يا بن رسول الله، وما آية ذلك؟
قال: آية ذلك أن أرد الشمس من مغربها إلى مشرقها، ومن مشرقها إلى مغربها.