عليه، ونقب عما في سويداء قلبه، فأتاه من جهة ما يراه ويعتقده حتى كأنه هو، ولم يأته من ذلك شئ ينكره ولا يكرهه ولا ينفر طباعه.
فأجابه أبو موسى إلى ذلك، واتفقا عليه، ووجها إلى من أحبا إحضاره، والى عبد الله بن عمر بأن يوافقوهما للقضية - بدومة الجندل - (1) فلما وافى من بعثا إليه، وحضر عبد الله بن عمر وهو لا يدري ما كان من الأمر بين عمرو بن العاص وبين أبي موسى مما عقداه في أمره فقال عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري: قم، يا أبا موسى، وفقك الله وقل بما أراك الله فيما قلدته وجعل إليك أمره وذلك بحسب ما واطأه عمرو بن العاص لما أراده من الحيلة والمكر به من تقديمه في كل شئ جرى قبل ذلك بينهما، حتى أنهما كانا إذا مشيا جميعا " تأخر عمرو عن أبي موسى، وقدمه، فإذا جبده، وقدمه إليه، وأراد أن يحدثه رنا قليلا " لم يساوه.
فقام أبو موسى، فتقدم عمرا "، كما جرت به سنة ما بينهما (2) في تقديمه فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن عليا " قد قدمني كما علمتم وحكمني، وقد صار الناس إلى ما صاروا إليه من الفتنة، وسفك الدماء، وقتل فيما بينه وبين معاوية من قد علمتم من الخلائق، وقد رأيت أن الذي هو أصلح للأمة خلعه ليضع الحرب أو زارها، وتحقن الدماء، وتسكن الدهماء، وقد خلعته كما خلعت خاتمي هذا. وأخذ خاتمه فخلعه من إصبعه، ثم جلس.
وقام عمرو بن العاص. فحمد الله، وأثنى عليه. ثم قال:
أيها الناس قد علمتم أن خليفتكم عثمان قتل مظلوما "، وأن معاوية ابن