الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٥١
ظهرت الأرض في بطن الفرات حتى كان لم يكن فيها ماء فصاح الناس:
الله الله رفقا برعيتك يا أمير المؤمنين، لئلا يموتوا عطشا، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): اجر على قدر يا فرات فجرى لا زائدا ولا ناقصا، ووجد فوق الجسر رمانة فوقعت على الجسر رمانة لم يوجد في الدنيا مثلها فمد الناس أيديهم ليحملوها إلى أمير المؤمنين فلم تصل أيديهم إليها فمد يده المباركة واخذها، وقال: هذه رمانة من رمان الجنة لا يمسها ولا يأكلها إلا نبي أو وصي نبي ولولا ذلك لقسمتها عليكم في بيت مالكم، وفي ذلك اليوم كانت فتنة عبد الله بن سبأ وأصحابه العشرة الذين كانوا معه وقالوا ما قالوه، وأحرقهم أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنار بعد ان استتابهم ثلاثة أيام فأبوا ولم يرجعوا فأحرقهم في صحراء الأخدود. وكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن أبيه عن محمد بن ميمون عن، الحسن بن علي عن أبي حمزة عن حيان بن سدير الصيرفي عن مراد يقال له رباب بن رياح قال: كنت قائما على رأس أمير المؤمنين بالبصرة بعد الفراغ من أصحاب الجمل إذ أتى عبد الله ابن عباس فقال: يا أمير المؤمنين إن لي إليك، حاجة فقال له:
عرفت حاجتك قبل أن تذكرها لي، جئت تطلب مني الأمان لمروان بن الحكم، فقال له: يا أمير المؤمنين أحب أن تؤمنه، قال: اذهب فجئني به يبايعني ولا يجيئني إلا رديفا قال: فما لبث إلا قليلا حتى أقبل ابن عباس وخلفه مروان بن الحكم رديفا، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): هل أبايعك قال مروان على أن في النفس ما فيها، قال أمير المؤمنين: إني لست أبايعك على ما في نفسك إنما أبايعك على ما ظهر لي، قال: فمد يده أمير المؤمنين فلما بايعه، قال: هيه يا بن الحكم قد كنت تخاف ان ترى رأسك يقطع في هذه المعمعة كلا بالله لا يكون حتى يخرج من صلبك طواغيت يملكون هذه الرعية يسومونهم خوفا وظلما وجورا ويسقونهم كؤوسا مرة. قال مروان كان مني ما اخبرني علي ثم هرب فلحق بمعاوية وكان كما قال
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست