الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٥٢
أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن جعفر بن محمد عن محمد بن عبد الرحمن الزيات عن الربيع ابن محمد الأصم عن بني الجارود عن القاسم بن الوليد الهمداني عن الحارث الأعور الهمداني قال: كنا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكناسة، إذ أقبل أسد يهوي فضعضعنا من حوله حتى انتهى إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: أرجع ولا تدخل دار هجرتي بعد اليوم وبلغ السباع عني تتجافى الكوفة وجميع ما حولها ألا ان طاعتي طاعة الله فإذا عصوا الله وخلوا طاعتي حكمت فيهم فلم تزل السباع تتجافى الكوفة إلى أن قبض أمير المؤمنين (عليه السلام)، وتقلدها زياد ابن أبيه دعي أبي سفيان (لعنه الله) فلما دخلها سلطت السباع على الكوفة وما حولها حتى أفنت أكثر الناس فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن أبيه عن محمد بن ميمون عن محمد بن علي عن الحسن بن أبي حمزة عن القاسم الهمداني عن الحارث الأعور الهمداني قال: بينما أمير المؤمنين (عليه السلام) يخطب في الناس يوم الجمعة في مسجد الكوفة إذ أقبلت أفعى من ناحية باب الفيل رأسها أعظم من رأس البعير تهوي إلى نحو المنبر فافترق الناس في جانبي المسجد خوفا منه حتى صعد المنبر، ثم تطاول إلى أذن أمير المؤمنين فأصغى إليه وجعل يساره مليا ثم نزل فلما بلغ باب أمير المؤمنين الذي يسمونه باب الفيل انقطع اثره وغاب عن الناس فلم ير، فلم يبق مؤمن ولا مؤمنة، الا قال هذا من عجائب أمير المؤمنين، ولم يبق منافق ولا منافقة إلا قال: هذا من سحر علي، فقال أمير المؤمنين: أيها الناس إني لست ساحرا وهذا الذي رأيتموه وصي محمد على الجن، وأنا وصيه على الانس وهو يطيعني أكثر مما تطيعونني وهو خليفتي فيهم وقد جرى بين الجن ملحمة تتهادر فيها الدماء والذي لا يعلم ما المخرج منها ولا الحكم فيها فإنه مسائلي عن الجواب في ذلك فأجبته عنه بالحق، وهذا المثل الذي يمثل لكم به أراد يريكم فضلي عليكم الذي هو
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست