الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٤٦
قال: وفالق الحبة وبارئ النسمة ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا أضللت وإني على بينة من ربي، بينها لنبيه (صلى الله عليه وآله) فبينها نبيه لي.
ثم قال لهم: هل وجدتم ذا الثدية في القتلى؟ قالوا: لا، قال:
أئتوني بالبغلة، فقدمت إليه بغلة رسول الله الدلدل، فركبها وسار في مصارعهم، فوقفت به البغلة وهمهمت وهزت ذنبها فتبسم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقال: ويحكم هذه البغلة تخبرني ان ذا الثدية حرقوصا (لعنه الله) تحت هؤلاء القتلى فابحثوا عليه فإذا هو في ركن قد دفن نفسه تحت القتلى فأخرجوه وكشفوا عن أثوابه فإذا هو في صورة عظيمة حول حلمته شعرات كشوك الشيهم، والشيهم ذكر القنافذ، قال: مدوا حلمته فمدوها فبلغت أطراف أنامل رجليه، ثم أطلقوها فصارت في صدره، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): الحمد لله يا عدو الله الذي قتلك، وعجل بك، وبأصحابك إلى النار، فقتلوه لعنه الله، وهو جد أحمد بن حنبل لعنه الله. وقد كانت الخوارج خرجوا إليه قبل ذلك بحروراء في جانب الكوفة وهو غربي الفرات في اثني عشر ألف رجل فأتاه الخبر فخرج إليهم في جملة الناس وعليه ملاءة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومعه بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له الناس: يا أمير المؤمنين تخرج إليهم في جملة الناس في ملاءة، والقوم شاكون سلاحهم؟ فقال:
انه ليس هو يوم قتالهم، ولكنهم يخرجون علي في قتال النهروان أربعة آلاف رجل يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، فلما برزوا قال لهم: إرضوا بمائة منكم ثم قال، للعشرة: إرضوا برجل منكم، وقال للرجل: ليس هذا يوم أوان قتالهم، سيفرقون حتى يصيروا أربعة آلاف، ويخرجون علي في قابل مثل هذا الشهر، وفي مثل هذا اليوم فأخرج إليكم فاقتلكم حتى لا يبقى الا تسعة نفر والذي فلق الحبة وبرأ النسمة هكذا أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فافترقوا حتى صاروا أربعة آلاف
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست