اكتب باسمك واسم أبيك فكتبت إليه: بسم الله الرحمن الرحيم من علي بن أبي طالب إلى معاوية بن صخر، فلما أجبت معاوية إلى اخراج نفسك من امرة المؤمنين كنا نحن في اخراجكم، عن الآمرية أولى.
قال: هيه ثم ماذا؟
قالوا: والخامسة انك قلت: هذا كتاب الله فاحكموا به واتلوه من فاتحته إلى خاتمته فان وجدتم معاوية أثبت مني فاثبتوه وان وجدتموني أثبت منه فاثبتوني فشككت في نفسك فنحن فيك أعظم شكا.
قال لهم: بقي لكم شئ تقولونه؟ قالوا: لا.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في الجواب:
1 - أما ما ذكرتم وأقررتم مني من الأمر فيما اخذه الله لي ورسوله على المسلمين من البيعة في أربعة مواطن إلى أن تشاغلت فيما ذكرتموه وفعلتم وفعلت قريش والمهاجرون والأنصار ما فعلوا إلى أن عقدوا الأمر لأبي بكر، فما تقولون معاشر الخوارج هل توجبون على آدم إذا امر الله بالسجود له فعصى الله إبليس وخالفه ولم يسجد لآدم ان يدعو إبليس إلى السجود له ثانية، فقالوا: لا، قال: ولم؟ قالوا: لأن الله أمر إبليس بالسجود فعصى الله وخالفه ولم يفعل فلم يجب لآدم ان يدعوه بعدها.
قال: فهذا بيت الله الحرام أرأيتم ان امر الله الناس بالحج من استطاع إليه سبيلا فان ترك الناس الحج ولم يحجوا للبيت كفر البيت أو كفر الناس بتركهم ما فرض الله عليهم من الحج إليه؟ قالوا: بل كفر الناس، قال: ويحكم معاشر الخوارج أتعذرون آدم وتقولون لا يجب عليه ان يدعو إبليس إلى السجود له بعد أن أمر الله بذلك فعصى، وخالف، ولم يفعل وإنما امره مرة واحدة ولا تعذرونني وتقولون: كان يجب عليك ان تدعو الناس إلى البيعة وقد أقررتم ان المسلمين سموني بأمير المؤمنين ورسول الله (صلى