ببينة. فلما كان بعد العصر حضر الأعرابي فقال: جئتكم ببينة فقال:
أوجبت الوعد على رسول الله، فقال أبو بكر وعمر: احضر لنا بينتك على رسول الله بهذه حتى نوفيكه، فقال: اترك رجلا يعطيني بلا بينة واجئ إلى قوم لا يعطوني إلا ببينة ما أرى إلا قد تقطعت بكما الأسباب، وتزعمون أن رسول الله كان كاذبا لآتين أبا الحسن (عليه السلام) فلئن قال لي كما قلتما لأرتدن عن الإسلام فجاء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: إن لي عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثمانون ناقة حمراء الوبر، سوداء المقل، بأزمتها ورحالها فقال (عليه السلام)، اجلس يا أعرابي ان الله يقضي عن نبيه، ثم قال: اذهب يا حسن ويا حسين اذهبا إلى وادي فلان، وناديا عند شفير الوادي: بعثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليكم وحبيباه ووصياه إن للأعرابي عند رسول الله ثمانين ناقة، سوداء المقل، حمراء الوبر، بأزمتها ورحالها فمضيا ومعهما أهل المدينة إلى حيث أمرهما أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقالا ما قاله لهما، ومن تبعهما من الناس يسمعون ما جاء بهما فجاؤوا من الوادي يقولون نشهد انكما حبيبا محمد (صلى الله عليه وآله) ووصياه كما قلتما فانظرا حتى نجمعها بيننا فما جلسنا الا قليلا حتى ظهرت ثمانون ناقة حمر الوبر سود المقل بأزمتها ورحالها وان الحسن والحسين (صلوات الله عليهما) ساقاها إلى أمير المؤمنين فدفعها إلى الأعرابي فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن محمد بن جبلة التمار عن موسى بن محمد الأزدي عن المخول بن إبراهيم عن رشدة بن يزيد الخيبري عن الحسن بن محبوب عن أبي خديجة سالم بن مكرم عن أبي حمزة الثمالي عن جابر بن عبد الله بن عمر بن حزام الأنصاري قال: أرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) سرية فقال لهم: إنكم تصلون ساعة كذا وكذا من الليل إلى أرض لا تهتدون فيها سيرا فإذا وصلتم فخذوا ذات الشمال فإنكم تمرون برجل فاضل خير في كنانة فتسترشدونه فيأبى أن يرشدكم حتى تأكلوا من طعامه