الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٥٥
فيذبح لكم كبشا فيطعمكم ويرشدكم الطريق فاقرأوه مني السلام واعلموه إني قد ظهرت في المدينة فمضوا فلما وصلوا الموضع في الوقت ضلوا فقال قائل منهم: ألم يقل لكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) خذوا ذات الشمال ففعلوا فمروا بالرجل الذي ذكره رسول الله (صلى الله عليه و آله) لهم فاسترشدوه الطريق فقال: لا أفعل حتى تأكلوا من طعامنا فذبح لهم كبشا فأكلوا من طعامه، وقام معهم فأرشدهم الطريق، وقال لهم: ظهر النبي (صلى الله عليه وآله) في المدينة؟ قالوا: نعم وبلغوه السلام، فخلف في نسائه من خلف ومضى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو عمرو بن الحمق الخزاعي الكاهن بن حبيب بن عمر بن الفتى بن رياح بن عمره بن سعد بن كعب فلبث معه ما شاء الله سبحانه وتعالى ثم قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ارجع إلى الموضع الذي هاجرت إلي منه فإذا نزل أخي أمير المؤمنين بالكوفة وجعلها دار هجرته فأته، فانصرف عمرو بن الحمق إلى نسائه حتى إذا نزل أمير المؤمنين بالكوفة أتاه فأقام معه بالكوفة فبينما أمير المؤمنين جالس وعمر بين يديه فقال له يا عمر لك دارا بعها واجعلها في الأزد فإني غدا لو غبت عنكم لطلبتك الأزد حتى تخرج من الكوفة متوجها نحو الموصل فتمر برجل نصراني فتقعد عنده وتستسقيه الماء فيسقيك ويسألك عن قصتك فتخبره وستصادفه مقعدا فادعه إلى الإسلام فإنه ينهض صحيحا مسلما، وتمر برجل محجوب جالس عن يمين الجادة فتستسقيه الماء فيسقيك ويسألك عن قصتك، وما الذي أخافك وممن تتوقى فحدثه ان معاوية طلبك لقتلك ويمثل بك لايمانك بالله ورسوله وطاعتك لي واخلاصك لولايتي ونصحك لله في دينك، فادعه إلى الإسلام فإنه يسلم فمر يدك على عينيه، فإنه يرجع بصيرا بإذن الله تعالى فيتبعانك ويكونان هما اللذان يواريان بدنك في الأرض ثم تصير إلى دير على نهر يقال له الدجلة فإن فيه صديقا عنده من علم المسيح (عليه السلام) فاتخذه عونا من الأعوان على سر صاحبيك، وما ذلك إلا ليهديه الله بك فإذا
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست