الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٤٧
رجل يتبرأ بعضهم من بعض كما اخبرهم أمير المؤمنين (عليه السلام) وقتلهم فلم يبق منهم إلا تسعة نفر فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن أبي العباس عن غياث بن يونس الديلمي عن محمد بن علي عن علي بن محمد عن الحسن بن علي عن أبي مسعود العلاف عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين بالكوفة فبينما هو على المنبر إذ أقبلت عليه حية كالخابوط العظيم سوداء مظلمة حمراء العينين محددة الأنياب، حتى دخلت باب المسجد ففزع الناس منها واضطربت فقطع أمير المؤمنين (عليه السلام) الخطبة، وقال لهم: أفرجوا فإنها رسول قوم يقال لهم بنو عامر، فجاءت الحية حتى صعدت المنبر ووصلت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ووضعت فاها على أذنه والناس ينظرون إليها، وانها تساره اسرارا وتنقنق كتنقنق الطير، ثم كلمها بكلام يشبه نقيقها، ثم ولت الحية خارجة من حيث دخلت ونزل أمير المؤمنين عن المنبر فقالوا له: ماذا أرادت الحية يا أمير المؤمنين؟ وما حالها؟ فقال: هذه الحية رسول قوم من الجن، يقال لهم بنو عامر أخبرتني أنه وقع بينهم وبين قوم يقال لهم بنو عنترة شر وقتال فبعثوا إلي هذه الحية يسألوني الإصلاح بينهم فوعدتهم بذلك وأنا آتيهم الليلة.
قالوا: يا أمير المؤمنين إئذن لنا ان نخرج معك، قال: أنا لا اكره ذلك فلما صلى بهم العشاء الآخرة انطلق والناس حوله حتى أتى بهم ظهر الكوفة في غربيها فخط عليهم خطة ثم قال لهم: إياكم ان تخرجوا من هذه الخطة فقعدوا في الخطة وهم ينظرون إليه وقد نصب منبر فصعد عليه ثم خطب خطبة لم يسمع الأولون بمثلها ثم لم يبرح حتى أصلح بينهم واقتدى بعضهم ببعض، وأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أصحابه وهم ينظرون إلى الجن حوله يمينا وشمالا فقالوا: يا أمير المؤمنين رأينا عجبا في المشاهدة، قال: رأيتموهم؟ قالوا: نعم، قال: فصفوهم لي، قالوا: هم أقوام شبر بالطول شبية بالزط، قال: صدقتم فقد رأيتموهم
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست