الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٢٩٩
عن الحسين بن حمدان قال: حدثني أحمد بن صالح عن عسكر مولى أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) قال: دخلت عليه وهو جالس في وسط إيوان له يكون عشرة اذرع في عشرة اذرع فوقفت بباب الإيوان أراه فقلت في نفسي سبحان الله ما أشد سمرة مولاي وأضوأ جسده قال فوالله ما استتممت هذا القول حتى عرض جسده وتطاول وامتلأ به الإيوان إلى سقفه مع جوانب حيطانه ثم رأيت لونه قد أظلم ثم أظلم ثم ابيض ثم صار كأبيض من الثلج ثم احمر ثم صار مثل العقيق المحمر ثم اخضر حتى صار كأغض ما يكون من الأغصان المورقة المخضرة ثم تناقص جسده حتى صار في صورته الأولى وأعاد لونه إلى اللون الأول فسقطت لوجهي لهول ما رأيت فصاح بي يا عسكر تشكون بي فنثبتكم وتضعفون فنقويكم فوالله لا وصل إلى حقيقة معرفتنا الا من من الله بها عليه وارتضيناه لنا وليا قال عسكر فما لبث في نفسي الا ما أظهره لساني وتفوه به جناني.
وعن الحسين بن داود السعدي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) ومعي ثلاث رقاع غير مترجمة ولا عليها اسم لأصحابها فاشتبهت علي فتناول إحداها وقال هذه رقعة زيد بن شهاب، ثم تناول الثانية وقال: هذه رقعة محمد بن جعفر، ثم اخذ الثالثة وقال: هذه رقعة علي بن الحسين فسماهم والله وسمى آباءهم ووقع فيها بالذي سألوا فاخذتها ونهضت فنظر إلي وتبسم لأنه علم بسروري بتلك الدلائل ثم أعطاني ثلاثمائة دينار وأمر بحملها إلى علي بن الحسين بن إبراهيم بن موسى بن عمه، وقال: يقول لك دلني على حريف يعرف ليشتري بها متاعا فدلك عليه فكلمني اجمال ان أساله (عليه السلام) ان يدخله في خدمته فجئت به باب الدار فأوقفته ودخلت على أبي جعفر (عليه السلام) لأكلمه في أمره فوجدته على مائدة يأكل معه جماعة من أوليائه وشيعته فلم يمكنني كلامه فقال: يا أبا هاشم اجلس فكل
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»
الفهرست