الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٣٠٤
سر النساء فأعادت أم جعفر على أم الخير ما قاله (عليه السلام) فقالت:
لها يا عمة ما الذي حدث مني قلت: يا بنية ما اعلم ما هو فحلفت اني ما أحضرت الا خيرا، وظننت انه رأى في وجهك كرها، فقالت: لا والله يا عمة ما تبين بوجهي كرها ولا علمت ما حدث فارجعي إليه اسأليه ان يخبرك فقلت: يا ابنة أنه قال: انه من سر النساء فقالت أم الخير: كيف لا ادعو على أبي وقد زوجني ساحرا فقالت لها: يا بنية لا تقولي هذا فلئن في أبيك ولا فيه أريني فما الذي حدث قالت: يا عمة والله ما هو طلع حقا الا انعزلت إلى الصلاة وحدث مني ما يحدث من النساء فضربت يدي إلى أثوابي وضممتها فخرجت أم جعفر إليه، وقالت: يا سيدي أنت تعلم الغيب قال: لا قالت من لك بان تعلم ما حدث من أم الخير مما لا يعلمه الا الله وهي في الوقت فقال لها: نحن من علم الله علمنا وعن الله نخبر، قالت له: ينزل عليك الوحي قال لا قالت: من أين لك علم ذلك، قال: من حيث لا تعلمين وسترجعين إلى من تخبرينه بما كان فيقول لك: لا تعجبي فان فضله وعلمه فوق ما تظنين فخرجت أم جعفر ودنوت منه وقلت له: قد سمعتك وأنت تقول فلما رأينه أكبرنه فهذا خبر النسوة الذي خرج عليهن يوسف لما رأينه والاكبار مما حدث من أم الفضل فعلمت انه الحيض.
وعنه عن محمد بن إسماعيل الحسني عن محمد بن علي عن أيوب السراج عن محمد بن موسى النوفلي قال: دخلت على سيدي أبي جعفر (عليه السلام) يوم الجمعة عشيا فوجدت بين يديه فوجدت أبا هاشم داود ابن القاسم الجعفري وعينا أبي هاشم بهمدان ورأيت سيدي أبا جعفر مطرقا فقلت لأبي هاشم ما يبكيك يا ابن العم قال: من جرأة هذا الطاغي المأمون على الله وعلى دمائنا بالأمس قتل الرضا والآن يريد قتلي فبكيت وقلت: يا سيدي هذا مع اظهاره فيك ما يظهره قال: ويحك يا ابن العم الذي أظهره في أبي أكثر فقلت والله يا سيدي انك لتعلم ما علمه
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست