واقبل يقرأ الكتاب ويطويه من أعلاه وينشره من أسفله ويتبسم حتى اتى على آخره ثم قال: سألتما سيدي ان يكتب لكما كتابا إلي لتكلماني فنظر إلي قلنا يا سيدنا هكذا كان قال: محمد بن سنان يا سيدي أردد إلي بصري انظر إليك وارددني محجوبا فان هذه آيتي مع أبيك وجدك موسى وجعفر قال: فمسح يده على عيني فرجعت بصيرا ثم رده يده على وجهي فرجعت محجوبا فقلت بطرسيا فحرك رجله إلى صدر موفق وقال بأخ بأخ حكاية لما يقوله إذا ناغى قال صفوان بن يحيى، ومحمد بن سنان ما أخذنا الكتاب الا ونحن لا نشك انه الامام بعد أبيه فأرانا دلالته وخاطبنا وقرأ الكتاب من أوله إلى آخره ثم عاد إلى حكاية طفوليته ان هذا برهان عظيم.
وعنه عن أبي الحسن محمد بن يحيى عن محمد بن حمزة بن القاسم الهاشمي، عن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال:
دخلت على أبي جعفر في صبحة عرسه بأم الفضل بنت المأمون وكنت أول من دخل عليه في ذلك اليوم فدنوت منه وقعدت فوجدت عطشا شديدا فجللته ان اطلب الماء فنظر إلي وقال يا علي: شربت الدواء بالليل وتغديت على بكرة فأصبت العطش واستحييت تطلب الماء مني فقلت: والله يا سيدي هذه صفتي ما غادرت منها حرفا فصاح في نفسه يا غلام تسقيني فقلت في نفسي يا ليت لا يسقى الماء واغتممت فاقبل الغلام ومعه الماء فنظر إلى الماء والي وتبسم واخذ الماء وشرب منه وسقاني فمكث قليلا وعاودني العطش فاستحييت اطلب الماء فصاح بالخادم وقال تسقيني ماء فقلت في نفسي مثل ذلك القول الأول واقبل الخادم بالماء فاخذه وشرب منه وسقاني فقلت لا إله إلا الله اي دليل دل على إمامته من علمه ما اسره في نفسي فقال: يا علي والله نحن كما قال تعالى: (أم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) فقمت وقلت لمن كان معي هذه ثلاث براهين رأيتها من أبي جعفر (عليه السلام) في مجلسي هذا فقال:
من لا علم له بفضله اني لأحسب هذا الهاشمي كما يقال إنه يعلم الغيب