خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ٤٨١
فنقول:
قال الشيخ بهاء الدين في مشرق الشمسين، بعد تقسيم الحديث إلى الأقسام الأربعة المشهورة: وهذا الاصطلاح لم يكن معروفا بين قدمائنا كما هو ظاهر لمن مارس كلامهم، بل المتعارف بينهم إطلاق الصحيح على ما اعتضد بما يقتضي اعتمادهم عليه، أو اقترن بما يوجب الوثوق به والركون إليه، وذلك بأمور:
منها: وجوده في كثير من الأصول الأربعمائة التي نقلوها عن مشايخهم بطرقهم المتصلة بأصحاب الأئمة (عليهم السلام) وكانت متداولة في تلك الاعصار، مشتهرة اشتهار الشمس في رابعة النهار.
ومنها: تكرره في أصل أو أصلين منها فصاعدا، بطرق مختلفة، وأسانيد عديدة معتبرة.
ومنها: وجوده في أصل معروف الانتساب إلى أحد الجماعة الذين أجمعوا على تصديقهم: كزرارة، ومحمد بن مسلم، والفضيل بن يسار، أو على تصحيح ما يصح عنهم: كصفوان بن يحيى، ويونس بن عبد الرحمن، وأحمد ابن محمد بن أبي نصر البزنطي، أو على العمل بروايتهم: كعمار الساباطي، وغيرهم ممن عدهم شيخ الطائفة في العدة، كما نقله عنه المحقق في بحث التراوح من المعتبر (1).
ومنها: اندراجه في أحد الكتب التي عرضت على الأئمة (صلوات الله عليهم) فأثنوا على مصنفيها، ككتاب عبيد الله بن علي الحلبي، الذي عرضه على الصادق (عليه السلام) وكتابي يونس بن عبد الرحمن وفضل بن شاذان، المعروضين على العسكري (عليه السلام).

(1) المعتبر 9: 59، وانظر العدة للشيخ الطوسي 1: 384.
(٤٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 ... » »»