خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٨٩
مطالعة الكتب والتفكر في مشكلات العلوم (1).
وفى الثاني (2): وحكى أيضا " أن بعض زوار النجف أصابه في الطريق فلم يعرفه لرثاثة أثوابه، فطلب منه أن يغسل ثياب سفره وقال: أريد أن تزيح عنها درن الطريق فتقبل منه ذلك، وباشر بنفسه قصارتها وتبيضها إلى أن فرغ منها فجاء بها إلى الرجل ليسلمها فاتفق أن عرفه الرجل في هذه المرة، وجعل الناس يوبخونه على هذا العمل وهو يمنعهم عن الملامة ويقول: إن حقوق إخواننا المؤمنين أكثر من أن يقابل بها غسل ثياب.
قال: وكان يلبس ما يصل إليه بطريق الحلال رديا " كان أم سنيا "، ويقول: إن المستفاد من الأحاديث الكثيرة، وطريقة الجمع بين الأخبار، أن الله يحب أن يرى أثر ما ينعمه على عباده عند السعة، كما يحب الصبر على القناعة عند الضيق، فكان لا يرد من أحد شيئا "، ومتى التمس أحد منه أن يلبسه شيئا " من الأثواب النفيسة يلبسها، وتكرر أنه يهدى إليه شئ من العمامات الغالية التي تعادل قيمتها ما يكون من الذهب الخالص فيخرج به إلى الزيارة، ثم إذا طلب أحد من السائلين شيئا " منه يخرق قطعة منه لأجله، وهكذا إلى أن يبقى إلى رأسه ذراعا " من ذلك الثوب النفيس عند وروده إلى بيته (3)، وذكر ما يقرب منه في الأنوار أيضا " (4).
وقال السيد نعمة الله الجزائري في المقامات (5): إن المولى أحمد الأردبيلي

(١) روضات الجنات ١: ٨١.
(٢) أي حدائق المقربين.
(٣) روضات الجنات ١: ٨٢.
(٤) الأنوار النعمانية ٢: ٣٠٢.
(٥) وير مقامات النجاة مرتب على ٩٩ مقاما ".
انظر الذريعة ٢٢: ١٤ / 5787.
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»