خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٩٠
عطر الله ضريحه - كان له من العلم رتبة خاصة، ومن الزهد والتقوى والورع درجة أقصى، وكان من سكان حرم مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، وقد اطلع عليه أفضل تلاميذه وأتقاهم، أنه كان يراجع في الليل ضريح الإمام عليه السلام فيما اشتبه عليه السلام فيما اشتبه عليه من المسائل ويسمع الجواب، وربما إذ كان في المسجد الكوفة.
ومع تلك الأعمال الخالصة من أعراض الدنيا رآه بعض المجتهدين بعد موته في هيئة حسنة وزي عجيب وهو يخرج من الروضة العلوية على مشرفها السلام، فسأله أي الأعمال بلغ بك إلى هذه الحال لنتعاطاه؟ فأجابه: إن سوق الأعمال رأيناه كاسدا " ولا نفعنا إلا ولاية صاحب هذا القبر ومحبته.
قال: وكتب كتابا " إلى الشاه طهماسب على يد رجل سيد لأعانته، فلما وصلت الكتابة إليه قام تعظيما " لها وقرأها، فإذا فيها وصفحه بالاخوة، فقال:
علي بكفني، فأحضر كفنه ووضع الكتابة فيه، وأوصى إذا دفنتموني فضعوا الكتاب تحت رأسي أحتج به على منكر ونكير بأن المولى الأردبيلي سماني أخا " له.
وله كتابه مختصرة إلى الشاه عباس الأول على بدى رجل - كان مقصرا " في الخدمة - التجاء إلى مشهد مولانا أمير عليه السلام وطلب من الأردبيلي - نور الله ضريحه - أن يكتب إلى السلطان المذكور أن لا يؤذيه، والكتابة بالفارسية هكذا: باني ملك عاريت عباس بداند اگرچه ين مرد أول ظالم بود اكنون مظلوم مينمايد چنانچه از تقصير أو بگذرى شايد حق سبحانه وتعالى از ياره أي از تقصيرات تو بگذرد.
كتبه بندهء شاه ولايت أحمد الأردبيلي (1).

(1) وهذه ترجمة ما ورد بالفارسية:
ليعلم بأنى الملك الفاني عباس أن هذا الرجل وإن كان ظالما " أولا "، إلا أنه يظهر الآن مظلوما " فإن أغمضت النظر عن جرمه لعل الباري سبحانه وتعالى يتجاوز عن بعض جرائمك.
كتبه عبد سلطان الولاية أحمد الأردبيلي.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»