والعجب أنه - رحمه الله - ذكره في أول الترجمة بهذا العنوان: الشيخ الفاضل المحقق، والحبر الكامل المدقق، خلاصة المتأخرين، محمد، إلى آخره (1)، ثم تأمل في وثاقته، وهي أدنى درجة الكمال.
وقوله: خصوصا بعد ما عرفت، إلى آخره، فيه:
أولا: إنه ليس في اسم الكتاب الذي ألفه فيه دلالة على اعتقاده على حجية مطلق الاخبار.
ففي الامل: ورسالة في العمل بأخبار أصحابنا (2) ولم أجده في غيره، ولكنه ذكر في أول الترجمة هكذا. ورسالة في أن على أخبارنا الآحاد في أمثال هذه الأزمان المعول، كما نسبها إليه صاحب الامل، وهو أعرف بوجه التعبير، ولا دلالة فيه أيضا على ما نسبه إليه، مع أنه يمكن أن يكون غرضه الموجودة في الكتب الأربعة، كما عليه جمع من المحققين، أو اشتراط في ضعافها الانجبار، ولا ينافي ذلك كون المستند هو الخبر الضعيف، فينطبق على ما عليه جماعة من حجية الأقسام الثلاثة (3): الصحيح والحسن والموثق، والضعيف إذا انجبر.
وثانيا: إن اعتقاد حجية مطلق أخبار أصحابنا - بالنظر إلى ما أداه إليه