شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٥ - الصفحة ٩٢
بأنه لم يسمع ما عنده من الرسول ولا من الوحي» وأنه لا تجب طاعته وكل ما كان كذلك فهو باطل.
فإن قيل: يجوز أن يكون له مستند هو الإلهام (1) قلت: الإلهام لا عبرة به إذا الإلهام كما يكون من الرحمن كذلك يكون من الشيطان (2) بل إلهام الشيطان أكثر وأغلب في الأكثر وإذا كان شأنه ذلك لم يصح أن يتمسك به في أمر شرعي أصليا كان أو فرعيا.
قوله: (لو كنت تحسن الكلام كلمته) «لو» هنا للتمني أو للشرط وهو لامتناع الثاني من أجل امتناع الأول و «تحسن» بمعنى تعلم، تقول فلان يحسن الشيء أي يعلمه.
قوله: (قال يونس: فيالها من حسرة) أي قال: يونس قلت: فيالها من حسرة أو قال يونس ذلك عند النقل، والنداء للتعجب والمنادي محذوف، ولام التعجب وهي لام الاستغاثة في الحقيقة متعلق باعجبوا: أي يا قوم أعجبوا لها، ومن حسرة تمييز عن ضمير المبهم بزيادة من الحسرة أشد التلهف عن الشيء الفائت.
قوله (وتقول: ويل) الويل: كلمة العذاب أو واد في جهنم لو أرسلت فيه الجبال لماعت من حره وغرض يونس من نقل هذا الكلام إبداء المعذرة لتركه علم الكلام.

1 - قوله «له مستند هو الإلهام» ويمكن أن يقال: لعل مستنده العقل؟ والجواب أن الظاهر من حال السائل أنه يريد التكلم في تفاصيل الأحكام والأصول التي لا سبيل للعقل إليها كما يدل عليه ما يأتي من بحثه في الإمامة ولا ريب أن أغلب مباحثها تؤخذ من النقل. (ش) 2 - قوله «كذلك يكون من الشيطان» فان قيل: بم كان يعرف الأنبياء (عليهم السلام) صدق إلهامهم إذ لم يكن إلا إلقاء معنى في القلب وهو كما يحتمل كونه من الله يحتمل كونه من سبب من أسباب آخر كما أن رؤية الملك وسماع الصوت أيضا يحتمل كونه حقا من الله وكونه من تجسم الخيال نظير المبرسمين؟ قلنا: كان الأنبياء والأولياء يميزون ولم يكونوا يشكون في صحة إلهامهم وكانوا محفوظين من شوب الخطأ والوهم ومن ظهور الشياطين وأمثال ذلك، وكما يميز العقل بين مدركاته ومدركات وهمه ولا يشك في أن الكل أعظم من الجزء صحيح بديهي أولي وأن الميت يخاف عنه وهم باطل ويعرف العقل أن ما يراه من مقدار الجسم الموضوع بقرب منه صحيح وما يراه من مقدار قطر الشمس غير صحيح وهذا بخلق علم ضروري كذلك الأنبياء يعرفون حقية ما يلهم إليهم ولا يشكون فيه. (ش)
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست