في زمرة الشياطين، وأقوى مراتب الشدة ما يوجب كمال التشبه بالأئمة الطاهرين.
قوله: (ويحجب الله) أي ويحجب الله تعالى نورهم عمن يشاء من عباده لإبطال استعداده الفطري وكماله الأصلي فتظلم قلوبهم وتعمى بصيرتهم فيتبعون نداء الشيطان ويسعون في هاوية الخذلان إلى أن يدخلوا جهنم وبئس المصير.
قوله: (حتى يطهر الله قلبه) عن الأخباث والعقائد الفاسدة والظاهر أن التطهير والتسليم والسلم من توابع المحبة دون العكس وإن كان «حتى» يحتمل الأمرين.
قوله: (حتى يسلم لنا) التسليم لهم هو متابعتهم في العقائد والأعمال والأقوال وقبول جميع ذلك وإن لم تظهر له الحكمة.
قوله: (ويكون سلما لنا) السلم بكسر السين وفتحها، وهما لغتان في الصلح يذكر ويؤنث وقال الخطابي: السلم بفتح السين واللام: الاستسلام وهو الإذعان والانقياد كقوله تعالى (وألقوا إليكم السلم) أي الانقياد وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع، يقال: رجل سلم ورجلان سلم وقوم سلم، قال الجوهري: السلم يعني بكسر السين وسكون اللام السالم يعني ترك الحرب يقال: أنا سلم لمن سالمني، وهذه المعاني قريبة من التسليم فالعطف للتفسير.
قوله: (من شديد الحساب) يفهم منه أنه يجري عليه أصل الحساب ولا يبعد ذلك وإن أمكن أن يقال: إن الإضافة للبيان لأن حساب القيامة كله شديد.
* الأصل:
2 - علي بن إبراهيم بإسناده، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى (الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث إلى قوله -: واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون) قال: النور في هذا الموضع [علي] أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام).
* الشرح:
قوله: (الذين يتبعون) في آخر سورة الأعراف إن أردت تفسيره فارجع إليها.
قوله: (الرسول النبي الامي) قيل: الرسول بالنسبة إلى الله والنبي بالنسبة إلى العباد والأمي بالنظر إلى نفسه لأنه منسوب إلى امه أي هو كما خرج من بطن امه لا يقرأ ولا يكتب.
قوله: (قال النور في هذا الموضع) لا يقال: الأولى أن يفسر النور بالقرآن بقرينة النزول لأنا نقول:
الأولى أن يفسر بعلي وأولاده الطاهرين بقرينة «معه» أي مع الرسول إذ لو أريد القرآن لقيل انزل إليه ولا يصح انزل معه إلا بتقدير مضاف أي انزل مع نبوته كما قدروه والأصل عدمه وأما النزول فلا