يعبد شيئا) يستحق العبادة (ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك) حيث جعل معه إلها آخر مستحقا للعبادة (وعبد اثنين) باعتقاد أن كل واحد منهما أهل للعبادة (ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد) لصرف العبادة إليه وحده مجردا عما سواه (أفهمت يا هشام؟ قال: قلت: زدني) كأنه أراد الدليل على ما ذكر من أن الاسم غير المسمى (قال: لله تسعة وتسعون اسما) لا دلالة فيه على حصر أسمائه في هذا العدد فلا ينافي ما مر في الباب السابق من الزيادة عليه. وفي كتاب مسلم أيضا: «إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة». قال القرطبي: وقد اعتنى بعض العلماء فخرج ما منها في القرآن مضاف وغير مضاف مشتق وغير مشتق كقادر وقدير ومقتدر ومليك ومالك وعليم وعالم الغيب، فلم يبلغ هذا العدد. واعتنى غيره بذلك فحذف التكرار ولم يحذف الإضافات فوجدها تسعة وتسعين. واعتنى آخرون فجمعها مضافة وغير مضافة ومشتقة وغير مشتقة وما وقع منها في الأحاديث والروايات منثورا ومجموعا وما أجمع عليه أهل العلم على إطلاقها فبلغها أضعاف العدد المذكور في هذا الحديث.
وقال المازري نقل ابن العربي (1) عن بعضهم أن لله تعالى ألف اسم (فلو كان الاسم هو المسمى لكان لكل اسم منها إله) فيلزم تعدد الإله على قدر تعدد الأسماء إنه باطل. وفي بعض النسخ «لكان كل اسم منها إلها» وهو موافق لما مر آنفا (ولكن الله معنى) يعني ولكن المسمى بالله معنى قائم بنفسه موجود لذاته لا تعدد ولا تكثر فيه أصلا (يدل عليه بهذه الأسماء وكلها غيره); لأن الدليل مغاير للمدلول قطعا.
(يا هشام الخبز اسم للمأكول والماء اسم للمشروب والثوب اسم للملبوس والنار اسم