(وروى بعضهم: الميم ملك الله) بدل «مجد الله» والمراد بملك الله سلطانه على جميع الكائنات أو نفس رقاب جميع المخلوقات وأصناف جميع الكائنات (والله إله كل شيء) أي معبوده الذي يستحق العبادة وغاية الخضوع والخشوع منه (الرحمن بجميع خلقه) في الدنيا مؤمنا كان أو كافرا، برا كان أو فاجرا بالإحسان والإلطاف وإعطاء الرزق وغير ذلك مما يتم به نظامهم ويتوقف به بقاؤهم (والرحيم بالمؤمنين خاصة) في الآخرة لأنهم المستحقون للرحمة الأخروية بحسن استعدادهم في الحياة الدنيوية، وذلك لأن زيادة المباني تدل على زيادة المعاني.
* الأصل:
2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن أسماء الله واشتقاقها، الله مما هو مشتق؟ فقال: يا هشام! الله مشتق من إله، وإله يقتضي مألوها، والاسم غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد، أفهمت يا هشام؟ قال:
قلت: زدني قال: الله تسعة وتسعون اسما فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلها، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكلها غيره، يا هشام الخبز اسم للمأكول والماء اسم للمشروب والثوب اسم للملبوس والنار اسم للمحرق، أفهمت يا هشام فهما تدفع به وتناضل به أعداءنا المتخذين (1) مع الله عز وجل غيره، قلت نعم، فقال: نفعك الله (به) وثبتك يا هشام! قال: فوالله ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا.
* الشرح:
(علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن أسماء الله واشتقاقها; الله مما هو مشق) مر هذا الحديث بهذا السند بعينه في باب المعبود وشرحناه هناك على وجه الكمال فقال: (يا هشام الله مشتق من إله) المشتق مختص بالمعبود بخلاف المشتق منه (وإله يقتضي مألوها) أي متحيرا مدهوشا في أمره أو متعبدا له أو مطمئنا بذكره أو معبودا وهو الأنسب بقوله (والاسم غير المسمى) ذهب إليه المعتزلة والإمامية خلافا للأشاعرة فإنهم ذهبوا إلى أن الاسم هو المسمى حقيقة (فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر) حيث جعل ما ليس بإله إلها (ولم