هذا الاسم ومسمى به معنى مشترك بينهما فيقع التشبيه بذلك المعنى; لأن هذا المعنى أمر اعتباري لا تحقق له بوجه، واعتباره وعدم اعتباره لا يوجب تغير الذات أصلا (وذلك) إشارة إلى ما علم سابقا وهو أنه لا تشبيه في المعنى (أن الإنسان وإن قيل واحد فإنه) (1) أي فإن القائل (يخبر) بقوله واحد (إنه جثة واحدة) الجثة شخص الإنسان (وليس باثنين) يعني أن الواحد إذا أطلق على الإنسان يراد به الواحد العددي الذي هو نصف الاثنين ومبدأ الكثرة وجزء لمراتب الأعداد الغير المتناهية، والمسمى به بهذا المعنى لا ينافيه التركيب والتأليف والتجزئة والايتلاف بمهية وإنية وصفة وكيفية وهيئة وأينية كما أشار إليه بقوله:
(والإنسان نفسه ليس بواحد) يعني اسمه واحد لا نفسه وشخصه (لأن اعضاء ه مختلفة) كالرأس واليد والرجل والأذن والأنف إلى غير ذلك (وألوانه مختلفة) كالبياض والسواد والحمرة والصفرة والكدرة إلى غير ذلك. (ومن ألوانه مختلفة غير واحد) في الكلام حذف بقرينة المقام أي ومن أعضاؤه وألوانه مختلفة ليس بواحد، كيف (وهو أجزاء مجزاة ليست بسواء، دمه غير لحمه، ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه، وشعره غير بشرته، وسواده غير بياضه) إنما اقتصر على الأعضاء الظاهرة التي لا جواز لإنكارها لكون دلالتها على التركيب أظهر وإلا فالإنسان أيضا مهيته غير إنيته، ونفسه غير مهيته، وذاته غير صفاته، وقواه غير ذاته، وجنسه غير فصله، وفصله غير تشخصاته (وكذلك سائر جميع الخلق) ذكر السائر مع الجميع للمبالغة في جريان هذا الحكم في جميع المخلوقات بحيث لا يشذ منها شيء حتى البسايط فإنها أيضا مركبة من جنس وفصل ومن مهية وإنية وصفات وكيفية.
(فالانسان واحد في الاسم ولا واحد في المعنى) لما عرفت أنه مركب من الأمور المذكورة فهذا نتيجة للسابق (والله تعالى هو واحد لا واحد غيره); لأن الواحد إذا اطلق عليه سبحانه يراد به أنه واحد من