شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٢٥
منه).
والحاصل أن الله أكبر في مرتبة ذاته وفي الأزل وفي نفس الأمر، ولا يصح التفسير المذكور - أعني من كل شيء - بوجه من هذه الوجوه، أما على الأولين فلأنه لم يكن في مرتبة ذاته المقدسة ولا في الأزل شيء حتى يتصور قياسه به ويقع فيه معنى التفضيل، وأما على الآخر فلأنه - تعالى شأنه - هو الحق الثابت بذاته وفي نفس الأمر وكل ما سواه فهو باطل صرف وهالك محض بذاته، فلا ينبغي أن يقاس الحق الثابت على الباطل الصرف ويفضل عليه لانتفاء النسبة بينهما (فقلت فما هو) أي أي شيء الله أكبر (قال: الله أكبر من أن يوصف) لأنه محرم على نوازع ثاقبات الفطن توصيفه وعلى عوامق نافذات الفكر تكييفه، وعلى غوايص سابحات النظر تصويره، وعلى لطايف الأوهام أن تكنيه، وعلى ثواقب الأفهام أن تستغرقه، وعلى مشاعر الأذهان أن تمثله، قد يئست عن الإحاطة به طوامح العقول ونضت عن الإشارة إليه بحار العلوم.
* الأصل:
10 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن هشام ابن الحكم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن سبحان الله فقال: أنفة لله.
* الشرح:
(علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن سبحان الله فقال: أنفة لله) أنف من الشيء يأنف - من باب علم - أنفا وأنفة بفتح الهمزة والنون فيهما إذا استنكف عنه وكرهه وشرف نفسه عنه والمعنى استنكافه تعالى عما لا يليق به وتنزهه عما لا يجوز له وتقدسه عن كل ما يغاير ذاته وهو عبارة عن التنزيه المطلق.
* الأصل:
11 - أحمد بن مهران، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن علي بن أسباط، عن سليمان مولى طربال عن هشام الجواليقي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (سبحان الله) ما يعني، به؟ قال: تنزيهه.
* الشرح:
(أحمد بن مهران، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن علي بن أسباط، عن سليمان مولى طربال، عن هشام الجواليقي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله سبحان الله ما يعني به، قال: تنزيهه) عن النقايص والمعايب وغيرهما مما لا يليق بجناب الحق وساحة القدس مثل الضد والند والشريك والنظير والتشابه بالخلق والاتصاف بالصفات والتكيف بالكيفيات، وإنما حذف متعلق التنزيه للدلالة
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست