شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٢٤
الأشياء دون بعضها (فقال أبو عبد الله (عليه السلام): حددته) بالتخفيف من الحد وبالتشديد من التحديد يعني شرحت عظمته بوجه وجعلتها محدودة متعينة بنحو وهو أنه أكبر من كل شيء فإن فيه دلالة على أن في المفضل مثل ما في المفضل عليه من الكبر والعظمة مع زيادة وإن كانت تلك الزيادة هنا غير متناهية ولا شبهة في أن عظمة المفضل عليه محدودة متناهية، فإذا اعتبرتها في المفضل فقد حددته بأن له هذا المقدار من العظمة مع زيادة، وهذا نحو من تحديده وتوصيف عظمته والإحاطة بها (فقال الرجل: كيف أقول؟ قال: قل: الله أكبر من أن يوصف) بشيء من الأشياء وبنحو من الأنحاء حتى التوصيف بأنه أكبر من كل شيء. ففي هذه الكلمة الشريفة تنزيه كلي له بوصف من الأوصاف ونعت من النعوت وحد من الحدود.
وبالجملة تفسير السائل إشارة إلى أنا وجدنا عظمته فوق عظمة غيره على الإطلاق، وهذا لا يخلو من تحديد عظمته بوجه ما ولو بفرض العقل، وتفسيره (عليه السلام) إشارة إلى عجز العقل عن إدراك عظمته وغيرها من الصفات، وعن توصيفه بشيء منها وبينهما بون بعيد.
قال أبو عبد الله الآبي - وهو من أعاظم علماء العامة - في كتاب إكمال الإكمال: واختلف في «الله أكبر» فقيل: أن «أكبر» بمعنى كبير، وقيل: أنه على بابه والمعنى: أكبر من أن يدرك كنه عظمته.
* الأصل:
9 - ورواه محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن مروك بن عبيد، عن جميع ابن عمير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أي شيء الله أكبر؟ فقلت: الله أكبر من كل شيء، فقال: وكان ثم شيء فيكون أكبر منه؟ فقلت: وما هو؟ قال: الله أكبر من أن يوصف.
* الشرح:
(ورواه) أي روى مضمون الحديث المذكور (محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن مروك بن عبيد، عن جميع بن عمير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) أي شيء الله أكبر؟) الغرض تنبيه المخاطب على الخطأ وإرشاده إلى الصواب (فقلت الله أكبر من كل شيء فقال) على سبيل الإنكار (وكان ثم) أي في مرتبة ذاته الحقة ورتبته السابقة، أو في الأزل أو في نفس الأمر (شيء فيكون أكبر
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست