شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ١٣٠
لتشديد سلطان ولا خوف من زوال ولا نقصان ولا استعانة على ضد مناو، ولا ند مكاثر، ولا شريك مكابر، لكن خلائق مربوبون وعباد داخرون.
فسبحان الذي لا يؤوده خلق ما ابتدأ ولا تدبير ما برأ ولا من عجز، ولا من فترة بما خلق اكتفى، علم ما خلق وخلق ما علم، لا بالتفكير في علم حادث أصاب ما خلق، ولا شبهة دخلت عليه فيما لم يخلق، لكن قضاء مبرم وعلم محكم وأمر متقن، توحد بالربوبية وخص نفسه بالوحدانية واستخلص بالمجد والثناء وتفرد بالتوحيد والمجد والسناء وتوحد بالتحميد وتمجد بالتمجيد وعلا عن اتخاذ الأبناء وتطهر وتقدس عن ملامسة النساء، وعز وجل عن مجاورة الشركاء، فليس له فيما خلق ضد ولا له فيما ملك ند ولم يشركه في ملكه أحد، الواحد الأحد الصمد المبيد للأبد، والوارث للأمد، الذي لم يزل ولا يزال وحدانيا أزليا قبل بدء الدهور وبعد صروف الأمور، الذي لا يبيد ولا ينفد، بذلك أصف ربي فلا إله إلا الله، من عظيم ما أعظمه، ومن جليل ما أجله، ومن عزيز ما أعزه، وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
* الشرح:
(محمد بن أبي عبد الله، ومحمد بن يحيى جميعا رفعاه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام)) رواه الصدوق في كتاب التوحيد مسندا من طريقين عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) (استنهض الناس في حرب معاوية في المرة الثانية) النهوض القيام إلى أمر بسرعة ومنه نهض الطائر إذا نشر جناحيه ليطير واستنهضه أمره بالنهوض وحثه (فلما حشد الناس) أي اجتمعوا يقال حشدوا يحشدون من باب ضرب إذا اجتمعوا، وكذلك احتشدوا وتحشدوا جاء فلان حاشدا ومتحشدا أي مستعدا ومتأهبا وفي بعض النسخ: «فلما حشر الناس بالراء» يقال:
حشرت الناس أحشرهم من باب ضرب ونصر أي جمعتهم، فالناس في نسخة الأصل مرفوع على الفاعلية، وفي هذه النسخة إما منصوب على المفعولية إن كان الفعل مبنيا للفاعل أو مرفوع إن كان الفعل مبنيا للمفعول (قام خطيبا فقال: الحمد لله الواحد الأحد الصمد المتفرد) (1) أشار بذكر الله إلى الذات المقدسة

1 - قوله: «الواحد الاحد الصمد» يشكل الفرق بين الأحد والواحد من جهة اللغة وإن قال بعضهم إن الأحد يختص بالنفي والحجود فيقال ما جاءني أحد، والواحد بالإثبات، وقيل: إن أحد يجعل في موضع الجمع، بخلاف الواحد قوله تعالى: (لا نفرق بين أحد من رسله) ولا يصح لا نفرق بين واحد من رسله. قيل ينفى بأحد في النفي الاثنان والثلاثة أيضا، بخلاف الواحد تقول: ما جاءني أحد أي لا واحد ولا اثنان ولا ثلاثة، وتقول: ما جاءني واحد، ولعله جاءك اثنان ولا تنفيه، فالواحد أخذ في مفهومه شرط الوحدة لا بشرط ويشمل الواحد المجتمع مع غيره ويحتمل في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) التأكيد أو الإشارة إلى كونه تعالى جامعا لجميع خصوصيات الوحدة، وفرق العرفاء بين الواحد والأحد بأن الأول يجامع ملاحظة الصفات الكمالية والأول مقام الذات فقط من غير ملاحظة الأسماء والصفات، وربما يقال: الواحد يشير إلى نفي الشريك، والأحد إلى نفي الأجزاء والتركب، والله العالم. وأما الصمد فقد سبق باب مفرد لتفسيره. (ش)
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست