شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٣ - الصفحة ٢٥٤
متناهية ومن ثم قيل: إن تمام الكمالات الإنسانية هو منتهى رضاه من عباده، وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «وأوصاكم - يعني الله سبحانه - بالتقوى وجعلها منتهى رضاه (1)» وقال أيضا «جعل الله فيه - يعني في الإسلام - منتهى رضوانه (2)» وذلك لأن فيه أتم وسيلة للوصول إليه جل شأنه وهو منتهى رضاه من خلقه، وبالجملة منتهى رضاه من عباده هو إتيانهم بالمأمورات والاجتناب عن المنهيات وذلك أمر له نهاية.
* الأصل:
4 - محمد بن يحيى، عن سعد بن عبد الله; عن محمد بن عيسى، عن أيوب بن نوح أنه كتب إلى أبي الحسن (عليه السلام) يسأله عن الله عز وجل أكان يعلم الأشياء قبل أن يخلق الأشياء وكونها أو لم يعلم ذلك حتى خلقها وأراد خلقها وتكوينها فعلم ما خلق عندما خلق وما كون عندما كون؟ فوقع بخطه: لم يزل الله عالما بالأشياء، قبل أن يخلق الأشياء كعلمه بالأشياء بعدما خلق الأشياء.
* الشرح:
(محمد بن يحيى، عن سعد بن عبد الله (3)، عن محمد بن عيسى، عن أيوب بن نوح أنه كتب إلى أبي الحسن (عليه السلام) يسأله عن الله تعالى أكان يعلم الأشياء قبل أن خلق الأشياء وكونها أو لم يعلم ذلك

1 - النهج قسم الخطب تحت رقم 181.
2 - المصدر تحت رقم 196.
3 - قوله «سعد بن عبد الله» قال صدر المتألهين ابن أبي خلف الأشعري القمي يكنى أبا القاسم جليل القدر واسع الأخبار كثير التصانيف ثقة شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها ولقى أبا محمد العسكري، قال النجاشي ورأيت بعض أصحابنا يضعفون لقائه لأبي محمد (عليه السلام) ويقولون: هذه حكاية موضوعة عليه والله أعلم، ثم ذكر وفاته في سنة 299 أو 301 أو 300 انتهى.
أقول وأما حديث ملاقاته للعسكري فرواه الصدوق في الإكمال ويتضمن رؤيته الحجة (عليه السلام) وسؤاله عن مسائل منها علة إيمان الشيخين قبل ظهور الإسلام وقبل غلبة المؤمنين، ومنها تفسير كهيعص وأنه منزل على شهادة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وقال الشهيد الثاني (قدس سره) في حاشية الخلاصة الحكاية ذكرها الصدوق في كمال الدين وأمارات الوضع عليها لائحة.
وأقول مع ذلك راويها جماعة من المجاهيل أو الغلاة، وقال بعض أهل الحديث إن هذا الخبر يشهد متنه بصحته وقال معترضا على الشهيد رد هذه الأخبار للتقصير في معرفة شأن الأئمة الأطهار إذ وجدنا أن الأخبار المشتملة على المعجزات الغريبة إذا وصل إليهم فهم إما يقدحون فيها أو في راويها بل ليس جرم أكثر المقدوحين من أصحاب الرجال إلا نقل مثل تلك الأخبار انتهى.
وهذه جرأة عظيمة وطعن في علمائنا بعدم المعرفة وضعف الإيمان وأصحاب الرجال الذين حكم هذا الرجل بعضهم في الإيمان هم الشيخ والنجاشي وابن الغضائري والعلامة الحلي وابن داود والشهيد الثاني الذين لم نعرف الدين وأولياءه إلا ببركتهم وبركة تصانيفهم. (ش)
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست