ثم لهذه المسألة فوائد كثيرة وما يقال من أن النزاع (1) فيها وتحقيق الحق منها لا طائل تحته ليس بشيء، وسيجئ لهذا زيادة تحقيق في باب معاني الأسماء واشتقاقها إن شاء الله تعالى ولما أشار إلى أن الاسم غير المسمى أشار إلى أقسام العبادة وإثبات واحد من الأقسام وإبطال ما عداه بقوله (فمن عبد الاسم) واتخذه معبودا لنفسه (دون المعنى) المقصود من هذا الاسم الذي هو المعبود بالاستحقاق (فقد كفر) بالله حيث جعل ما ليس برب ربا معبودا (ولم يعبد شيئا) أي ليست عبادته هذه عبادة أو لم يعبد شيئا موصوفا بالشيئية الحقة الحقيقية المجردة عن شوائب الإمكان ولواحق الحدود وعدم استحقاق الاسم للعبادة المختصة بالصانع القديم لا ينافي استحقاقه باعتبار أنه اسمه للثناء والتعظيم.
(ومن عبد الاسم والمعنى) أي مجموعهما من حيث المجموع أو كل واحد منهما بالاستقلال (فقد كفر وعبد اثنين) كفر باعتبار أنه عبد المجموع أو جعل ما ليس بمعبود معبودا وأشرك باعتبار أنه عبد كل واحد منهما واعتقد أن المعبود اثنان.
(ومن عبد المعنى دون الاسم) وإن ذكر الاسم فإنما ذكره لينتقل منه إلى معناه ويدعوه به (فذاك التوحيد) المطلق الذي اعتبر فيه تجرده عن جميع ما سواه حتى عن اسمه الذي هو من أخص الأشياء.
(أفهمت يا هشام) معنى هذا الكلام، استفهم عن ذلك لما فيه دقة باعتبار وجوب تجرده عن