الشرع من الجمادات (ولا يقاس) أي لا يقدر ولا يشبه (إلا بالأموات) لعدم اطلاعه على وجوه مفاسده ومصالحه وعدم اهتدائه إلى رفع مضاره وجلب منافعه كالأموات بل هو أدنى حالا وأقبح مآلا لاضطجاعه بين الشبهات.
* الأصل:
31 - «علي بن إبراهيم بن هاشم، عن موسى بن إبراهيم المحاربي، عن الحسن بن موسى، عن موسى بن عبد الله، عن ميمون بن علي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله».
* الشرح:
(علي بن إبراهيم بن هاشم، عن موسى بن إبراهيم المحاربي) لم أعرف حاله (عن الحسن بن موسى) شريف معظم من وجوه أصحابنا كثير العلم والحديث (عن موسى بن عبد الله، عن ميمون ابن علي) لم أعرف حاله أيضا (عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إعجاب المرء بنفسه) أي استعظامه إياها لاتصافها بفضيلة دنيوية مثل المال والجاه وكثرة الأولاد والأنصار أو بفضيلة اخروية مثل العلم والعمل وساير الكمالات واستكثاره لتلك الفضيلة والابتهاج بها والركون إليها والرضا بها حتى يظن أنه قد فاق العابدين وجاوز عن حد التقصير ويستبعد انحطاط رتبته عند الله تعالى وله مثل هذا العمل والفضيلة عن رتبة العابدين ويعتقد أنه لا يعذبه أبدا لأجله.
(دليل على ضعف عقله) وقلة علمه وقصور معرفته بالصانع وصفاته التامة الكاملة إذ لو كان له عقل كامل وعلم تام ومعرفة بما له جل شأنه من القوة والقدرة والغلبة والعظمة والجلال علم أن كل شئ سواه مقهور تحت قدرته مغلوب عند عزته ذليل في ساحة عظمته، وأن لا مانع لسلطانه ولا نهاية لعرفانه ولا دافع لامضاء أمره وجريان برهانه وإن السماوات والأرضين وما فيهما وما بينهما ما يرى وما لا يرى من الروحانيين والملائكة والمقربين والأنبياء المرسلين خاشعون خاضعون متذللون لحكمه معترفون بالعجز والتقصير، فإذا عرف هذه الأمور وتفكر فيها تفكرا صحيحا خاليا عن الشبهات وتأمل فيها تأملا سليما عن الآفات وجد نفسه وإن كان لها جميع الكمالات مذعنة بالعجز والانكسار معترفة بالذل والافتقار مربوطة بربقة العبودية والخذلان موصوفة بصفة المسكنة والنقصان، بعيدة عن الاعجاب، قريبة من الخوف والاضطراب. وسيجئ تحقيق العجب ولوازمه ومفاسده وعلاجه في بابه إن شاء الله تعالى.
* الأصل:
32 - «أبو عبد الله العاصمي، عن علي بن الحسن، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، عن