كل ما وقيت به شيئا والتقية اسم من الاتقاء وتاؤها بدل من الواو لأنها فعيلة من وقيت وهي أن يقي نفسه من اللائمة أو من العقوبة وإن كان على خلاف ما يضمر وفي القاموس اتقيت الشئ وتقيته وأتقيه وأتقيه تقى وتقية وتقاء ككساء: حذرته، والإذاعة إفعال من الذيع يقال: ذاع الخير يذيع ذيعا إذا انتشر وأذاعه غيره أي أفشاه والمذياع الذي لا يكتم السر إذا عرفت هذا فنقول التقية جايزة إلى يوم القيامة نقله المغرب عن الحسن أيضا وهي دين الله في عباده وسنة الله في بلاده (1) وجنة المؤمن يدفع بها سيوف مكر الماكرين وترسه يرد بها سهام كيد الكائدين وحصنه يأوي إليه لدفع تعدي الظالمين ومن صفات العاقل الفاضل الذي يعلم حقيتها وحقيقتها ومواضع استعمالها وموارد الحاجة إليها فيقول ويفعل عند الضرورة والحاجة بخلاف ما يعتقده حفظا لنفسه وماله وغير ممن المسلمين عن التورط في المهالك ويحسن صحبة الأشرار تحرزا من عقوبتهم وتفززا من مؤاخذتهم وقد روي «أن رجلا استأذن على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: بئس أخو العشيرة فأذن له فلما دخل عليه أقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بوجهه وبشره يحدثه حتى فرغ وخرج من عنده فقيل له: يا رسول الله أنت تذكر هذا الرجل بما ذكرته وأقبلت عليه بوجهك وبشرك فقال (عليه السلام): إن من شر عباد الله من يكره مجالسته لفحشه» (2) وتقية الأئمة (عليهم السلام) من أهل الجور مشهورة في الكتب مسطورة في الآيات والروايات الكثيرة دلالة على جوازها بل على وجوبها قال الله تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) نزل في عمار بن ياسر حين (3) أكرهه أهل مكة وقال: (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما
(٢٦٧)