وركب فخر الملك في آخر النهار فعزى المرتضى وألزمه إلى داره ففعل لأنه من جزعه عليه لم يستطع النظر إلى تابوته ومضى إلى مشهد موسى بن جعفر عليه السلام (1).
واستغرب العلامة النوري عدم صلاة الشيخ المفيد عليه، وهو شيخ الطائفة وعلم الأمة، قال: إلا أن يكون ذاهبا إلى زيارة الحسين (ع) لأنها أيام عاشوراء، ثم نقل الشريف إلى كربلاء ودفن عند أبيه الطاهر أبي أحمد، نص عليه السيد الداودي في " عمدة الطالب " ص 200، والسيد علي خان في الدرجات الرفيعة بترجمة الرضي، والشيخ الجليل الشيخ يوسف البحراني في " لؤلؤة البحرين ص 197، والسيد بحر العلوم في " رجاله " بترجمة السيد المرتضى قال: الظاهر أن قبر السيد علم الهدى، وقبر أبيه وأخيه في المحل المعروف بإبراهيم المجاب الذي هو جد المرتضى، وابن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، وذكر العلامة الحجة المتتبع السيد حسن الصدر الكاظمي في رسالته " نزهة أهل الحرمين " حاكيا عن مشجرة النسابة العبيد جمال الدين أحمد بن المهنا، أن قبر إبراهيم المجاب، خلف قبر الحسين عليه السلام بستة أذرع.
ويظهر من التاريخ أن قبره كان في القرون الوسطى مشهورا معروفا في الحائر الحسيني المقدس وهذا قريب إلى الاعتبار لأن بني إبراهيم المجاب قطنوا كربلاء وجاوروا الإمام السبط عليه السلام فاتخذ بنوه تربته مدفنا لهم وكان من قطن منهم بغداد والبصرة ونقلوا إلى كربلاء بعد موتهم، وكانت تولية تلك التربة المقدسة بيدهم وما كان يدفن فيها أي أحد إلا بإجازة منهم (2)