... ومن الكلام المتروك والتي زالت أسماؤه مع زوال معانيها المرباع والنشيطة، وبقي الصفايا، فالمرباع: ربع جميع الغنيمة الذي كان خالصا " للرئيس، وصار في الاسلام الخمس على سنة الله تعالى. وأما النشيطة فإنه كان للرئيس أن ينشط عند قسمة المتاع العلق النفيس يراه إذا استحلاه، وبقي الصفي، وكان لرسول الله من كل مغنم.
ب - استعارة ألفاظ جديدة من لغات أخرى للتعبير عن دلالات جديدة وقد اشترك في هذه الاستعارة كل من القرآن والسنة ثم الصحابة والتابعون من بعدهم ثم الفقهاء من بعدهم وستبقى هذه الاستعارة مستمرة ما استمر تأثر الحضارات بعضها ببعض واللغات بعضها ببعض.
- فالقرآن قد استعار لفظ " المنافق " من الحبشية ليعبر بها عن الرجل الذي يبطن الكفر ويظهر الايمان (1)، فأجراها الناس على أصولهم اللغوية، شأنهم فيها شأنهم في أكثر ما يجلبونه من غير العربية إليها. كما استعار ألفاظ أباريق، وإستبرق والتنور وغيرها من الألفاظ من الفارسية، كما استعار غيرها من لغات أخرى (2).
- والسنة قد استعارت ألفاظا من لغات متعددة مع دلالاتها، واعتمدتها ضمن المصطلحات الاسلامية من ذلك لفظ " ديوان " من الفارسية فقد قال صلى الله عليه وسلم:
(الديوان عند الله ثلاثة: ديوان لا يعبأ الله به شيئا "، وديوان لا يترك الله منه شيئا "، وديوان لا يغفره الله...) الحديث (3) قال في النهاية: الديوان: الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطاء وهو فارسي معرب (4).
ولفظ " خوان " فقد قال صلى الله عليه وسلم: (.... حتى أن أهل الخوان ليجتمعون على خوانهم...) الحديث (5) قال الجواليقي: الخوان ما يوضع عليه الطعام ليؤكل فارسي معرب (6).
ولفظ " بريد، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إني لا أخيس العهد ولا أحبس البرد).
أي الرسل، وأصل البريد في الفارسية البغل المقطوع الذنب، فسمي الرسول الذي يركبه بذلك مجازا " (7).