اتباعها في أداء الزكاة وجبايتها وصرفها (1).
والصلاة والزكاة نموذجان لما تناولته النبوية بالبيان والشرح، حتى أنه ليصح لنا القول - إذا تكلمنا باسم اللغة - ان السنة النبوية تبين المراد من ألفاظ القرآن الكريم بيانا لغويا " كما أنها توضح المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية والانسانية، وتبين السلوك المترتب على هذه المفاهيم الجديدة التي أتى بها القرآن الكريم، مما جعل الخلاف ينشب بين العلماء في جواز تفسير ألفاظ القرآن الكريم بكلام العرب من شعر ونثر.
وكان أبو عمرو بن العلاء (ت 154 ه) يرى أن فهم لغة القرآن الكريم وتدبر معانيه غاية كل مسلم، وان ما حفظ من شعر العرب ونثرهم ينبغي أن يكون أداة فهم لغة القرآن الكريم، لأنه إنما نزل بلغتهم، وعلى هذا النهج ألف أبو عبيدة معمر بن المثنى (ت 209 ه) كتابه " مجاز القرآن " وسائر كتبه في هذا الباب، وهما مقلدان لعبد الله بن عباس (ت 68 ه) رضي الله عنهما، فقد روى السيوطي في الاتقان (2) ان ابن عباس كان جالسا " بفناء الكعبة وقد اكتنفه الناس يسألونه عن تفسير القرآن، قال نافع بن الأزرق لنجدة بن عويمر: قم بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن بما لا علم لديه، فقاما إليه، فقالا: إنا نريد أن نسألك عن أشياء من كتاب الله فتفسرها لنا، وتأتينا بما صدقه من كلام العرب، فإن الله تعالى إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين، فقال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما.
فقال نافع: أخبرني عن قول الله تعالى * (عن اليمين وعن الشمال عزين) *؟
فقال ابن عباس: العزون: حلق الرفاق.
قال نافع: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال ابن عباس: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص وهو يقول:
فجاؤوا يهرعون إليه حتى * يكونوا حول منبره عزينا ثم استمر يسأله على هذا الوجه مسائل عديدة..
بينما كان الأصمعي - عبد الملك بن قريب (ت 214 ه) يعارض تفسير القرآن بكلام العرب من شعر أو نثر، فقد اشتهر عنه أنه لم يكن يتعرض لتفسير ألفاظ القرآن تورعا " وتدينا "،