ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٦٣
وقال مهنئا العلامة الكبير السيد مهدي القزويني بقدوم ولده العلامة السيد محمد من الحج:
نفحات السرور أحيت حبيبا * فحبتنا من النسيب نصيبا وأعادت لنا (صريع الغواني) * يسترق الغرام والتشبيبا غادرتنا نجر (رجل خليع) * غزل كالصبا يعد المشيبا نعمتنا بناعم القد (207) غض * قد كساه الشباب بردا قشيبا زارنا والنسيم نم عليه * فكأن النسيم كان رقيبا رشاء عاطش الموشح ريان * بماء الصبا يميس قضيبا ما نضى برفع المحاسن إلا * لبس البدر للحياء الغروبا فعلى بانة يجيل وشاحا * وعلى نير يزر جيوبا لو رأت نار وجنتيه النصارى * عبدت كالمجوس منها اللهيبا أو لحاها قسيسها لأتت توقد * فيها ناقوسها والصليبا كم لحاني العذول ثم رآه * فغدا شيقا إليه طروبا جاءني لائما فعاد حسودا * رب داء سرى فأعدى الطبيبا يا نديمي أطربت سمعي بلمياء * ويا رب زدتني تعذيبا لي فيها جعلت ألف رقيب * ولشهب السما جعلت رقيبا ذات قد تكاد تقصف منه * نسمات الدلال غصنا رطيبا فأعد ذكرها لسمعي فقلبي * كاد شوقا لذكرها أن يذوبا غن لي باسمها على نقل الراح * وزدني أفدي لك العندليبا بربيب حوى بديع جمال * فيه قد أخجل الغزال الربيبا كفلا ناعما وطرفا كحيلا * وحشى مخطفا وكفا خضيبا وكورد الرياض وجنة خد * يقطف اللثم منه وردا عجيبا كلما طله الحيا بنداه * رش ماء فبل فيه القلوبا يا بعيدا أثمرن منه أعالي * غصن القد لي عناقا قريبا ما أجد الفتور لحظك إلا * وبلب اللبيب كان لعوبا أو بخديك عقرب الصدغ دبت * فبقلبي لها وجدت دبيبا لم تزل تألف الكثيب وقلبي * يتمنى بأن يكون الكثيبا أنت ريحانة المشوق ولكن * جاءنا ما يفوق رياك طيبا فلنا من محمد بشذاه * نسمات الاقبال طابت هبوبا نفحتنا أعطافه فانتشقنا * أرجا عطر الصبا والجنوبا أكثرت شوقها إليه القوافي * فأقلت للمدح فيه النسيبا ودعت يا بن أعلم القوم بالله * ويا أكمل الورى تهذيبا لحظات الاله في الخلق أنتم * وابن ريب من رد ذا مستريبا ومتى تنتظم قنا الفخر كنتم * صدرها والكرام كانوا كعوبا وإذا أذنب الزمان فأنتم * حسنات له تحط الذنوبا بردت بالهنا ثغور المعالي * وجلى الابتسام منها الغروبا ووجوه الأيام قد أصبحت تخطب * حسنا وكن قبل خطوبا ضحكت بهجة بلامع بشر * لم تدع للتقطيب فيه نصيبا ليت شعري أكان للنجف الأشرف * أم للفيحاء أجلى شحوبا فرح طافت المسرة فيها * فأزالت عن القلوب الكروبا فتعاطت على اختلاف هواها * ضربا هذه وتلك ضريبا (208) فأدر لي يا صاحبي حلب (209) البشر * المصفى واترك لغيري الحليبا أيها القادم الذي تتمنى * كل عين رأته أن لا يغيبا قد شهدن الفجاج أن بتقويضك * للجود في الفلا تطنيبا كل فج لم ترتحل منه إلا * وأقمت السماح فيه خطيبا قد بذلت القرى لها وسقاها * بك رب السماء غيثا سكوبا فكفاها خصبا بأنك فيها * سرت والغيث تقتلان الجدوبا يا بن قوم يكاد يمسكها الركن * كما يمسك الحبيب الحبيبا بك باهى مقام جدك إبراهيم * لما أن قمت فيه منيبا مس منه مناكبا لك مسته * وأخلق عنه بها أن تنوبا ولو أن البطحاء (210) تملك نطقا * لسمعت التأهيل والترحيبا منك حيت عمر والعلى ذلك المكثر * للضيف زاده والمطيبا وأرتها شمائل لك راقت * ان شيخ البطحاء قام مهيبا واستهلت طير السماء وقالت * مشمع الطير جاء يطوي السهوبا إن هذا لشيبة الحمد أولى * فابن من سادهم شبابا وشيبا شرفا يا بني الإمامة قد * ألف مهديها عليها القلوبا فيه بانت حقائق الفضل للناس * وكن الأسماء والتلقيبا واليه رئاسة الدين آبت * وقصارى انتظارها أن تؤوبا كلما عن مشكل حضرته * فكرة فيه أطلعته الغيوبا أحزم العالمين رأيا وأقواهم * على العاجمين عودا صليبا يا أبا الأنجم الثواقب في الخطب * بقلب الحسود أبقوا ثقوبا إن من عن قسي رأيك يرمي * لجدير سهامه أن تصيبا حلف المجد فيك لا يلد الدهر * لهم في بني المعالي ضريبا لست أدري هل الصوارم أم * السنهم في الخصام أمضى غروبا والغوادي للعام أضحك أم * أيديهم البيض حين تأبى قطوبا خير (211) ما استغزر الرجا جعفر الجود * وناهيك أن ترود وهوبا لو بصغرى البنان ساجل بحرا * لارى البحر أن فيه نضوبا أريحي أرق طبعا من الزهر * المندى باكرته مستطيبا عجبا هزه المديح ارتياحا * واهتزاز الأطواد كان غريبا هو في طيب ذكره صالح الفعل * لقد طاب محضرا ومغيبا أطهر الناس مئزرا ورداء * الغيب أنقى على العفاف جيوبا خلقه أسكر الزمان ولكن * لم يكن في كؤوسه مسكوبا قل لمن رام شأوه أين تبغي * قد تعلقت ظنك المكذوبا أوما في الحسين ما قد نهاكم * أن تطيلوا ورأه التقريبا سادة للعلى يرشحها المجد * وليدا وناشئا وربيبا زعماء الأنام قد ضرب الفخر * عليهم رواقه المحجوبا سمروا في قباب مجد أعدوا * حارسيها الترهيب والترغيبا كل سبط البنان في الشتوة الغبراء * يأبى عنها الحيا أن ينوبا حي بسامة العشي تفدي * بوجوه كم قد دجت تقطيبا كم دعاها الرجا فأنشد يأسا * من سجايا الطلول أن لا تجيبا لا عدى ميسم الهيجاء أناسا * كان وسم المديح فيهم غريبا صبغ الله أوجه البيض والصفر * بحظ الذي يكون أديبا كم أعارت محاسن الدهر قوما * ملأوا عيبة الزمان عيوبا أيها اللامعات فيهم غرورا * لابن دينارك استرقي الخصيبا كتب الطبع فيك نصرا من الحظ * وفتحا للأعبياء قريبا كم لبيب بغير ومغن * لأخي ثروة وليس لبيبا فأعد لي ودعهم ذكر قوم * لك مهما نشرته ازداد طيبا عترة الوحي ما أقل ثنائي * إن ظهر الانشاء (212) ليس ركوبا بل بصدر القول ازدحمن مزايا * كم فضيقنه وكان رحيبا لم تزل (213) منكم تقر عيونا * فرحات لكم تسر القلوبا فبثوب الزمان ليس سواكم * فالبسوه على الدوام قشيبا

207 وفي نسخة: الجيد.
208 الضرب: العسل الأبيض الغليظ. الضريب: الشكل من الناس، الثلج الصقيع.
209 الحلب: الحليب. شراب التمر.
210 وفي نسخة: البطاح.
211 وفي نسخة: حين.
212 وفي نسخة: الانشاد.
213 وفي نسخة: لا تزل.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»