ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٦٥
وقال مهنئا الحاج محمد رضا كبه (220) في مرض عوفي منه ويمدح أباه الحاج محمد صالح كبه:
يا نسيم الصبا وريح الجنوب * روحا مهجتي بنشر الحبيب إن روح المحبوب روح لقلبي * ما لقلبي آس سوى المحبوب وعلى البعد منه إن تحملاه * فعلي أنفحا به من قريب لو سوى نشر يوسف شم * يعقوب إذا لم يزل جوى يعقوب وعجيب بميتة ذاب قلبي * ويرى طبه بنشر المذيب ليت يا عذبة اللمى من فؤادي * فيه أطفأت بعض هذا اللهيب أو على السفح للوداع حبست * الركب مقدار لفتة من مريب منك لو نال ساعدي ضمة التوديع * أدركت غاية المطلوب وعلى المتن كان منك هلالا * حين شرقت جانحا للغروب ما لطيف الخيال ضاعف شوقي * حين وافى بوعده المكذوب فيه جاءت من بعد توهيمه الركب * حذارا من عاذل ورقيب قلت أنى وفت فعاد نصيبي * وصلها والمطال كان نصيبي بينما في العناق قد لفنا الشوق * ضجيعين في رداء قشيب وإذا الوصل في انتباهي أراه * سرق الإفك من سراب كذوب أين مني مي وقد عوذتها * غلمة الحي بالقنا المذروب شمس خدر حجابها حين تبدو * جنح ليل من فرعها (221) الغربيب وهي عن بانة تميس دلالا * وهي ترنو عن طرف ظبي ربيب وسوى البدر في الإنارة لولا * كلفة البدر مالها من ضريب حسدتني حتى عيوني عليها * لو تذكرتها لأضحت تشي بي أو سرت موهنا إلي لظنت * كل نجم في الأفق عين (222) رقيب بوركت ليلة تخيلت من * أردانها عطرت بنشر الطيب قلت ذا الطيب من كثيب حماها * حملته لنا الصبا في الهبوب قال لي الصحب من بشير أتانا * من حمى الكرخ لا الحمى والكثيب مخبرا عن محمد كوكب المجد * سرى الداء للحسود المريب أيهذا البشير لي حبذا أنت * بشيرا ببر داء الحبيب لو سواه روح لجسمي لأتحفتك * فيه وقل من موهوب لي أهديت فرحة ما سرت (223) قبل * ولا بعد مثلها في القلوب غرس الدهر قبلها الذنب عندي * فغدا مثمرا بعفو قريب وغريب من الزمان وما زال * لديه اختراع كل غريب أن أراني وما أراني سواه * حسنات تجنى بغرس الذنوب عجبا كيف أولد النحس سعدا * شق في نوره ظلام الخطوب فمحيا الدنيا غدا وهو طلق * ما بصافي بياضه من شحوب ضاحك من غضارة البشر أنسا * وهو بالأمس موحش التقطيب أيها الواخد (224) المغلس في عزم * على الهول ليس بالمغلوب صل على الامن ناجيا لمحل * في ذرى الكرخ بالندى مهضوب (225) مستجار بالعز يحرس أو * بالحافظين الترغيب والترهيب وبه حي صفوة الشرف المحض * ربيع العفاة عند الجدوب طيب الأصل فرعه في صريح * المجد ينمى إلى نجيب نجيب وافر البشر والسماح إذ المحل * بدا عامه بوجه قطوب جاد حتى مس الوفود من الاخذ * لغوب وما به من لغوب في زمان لو (الخصيب) به * ينشره الله لم يكن بالخصيب قل له يا محمد صالح أنت * لاحراز كل فضل غريب ليس تنفك أنت واليمن في ظل * رواق من العلى مضروب ولك السعد حيث كنت قرين * لم يمل عنك نجمه لغروب كمل الانس حين صرت تهنئ * بشفى أنسك الأعز الحبيب (226) وأخوك الذي قداح المعالي * للمعلى منها حوى والرقيب (227) ماجد هذبت خلائقه في * المجد والفخر غاية التهذيب ذو بنان ند ووجه جميل * ولسان طلق وصدر رحيب فابقيا للعلا ما بدت الشمس * ومالت في أفقها للغروب في سرور صاف وطرف قرير * ونعيم باق وعيش رطيب

220 الحاج محمد رضا بن الحاج محمد صالح كبه. ولد سنة 1245 ه‍ وولي تدبير الزعامة بعد أخيه المهدي، وكان كما وصفه صاحب الديوان (أرق طبعا من الهواء، وأطهر من ماء السماء، إن سكت فوقار مهاب، وإن نطق ففصل خطاب) توفي في حياة أبيه سنة 1282 ه‍. خلف الحاج عبد الحسين كبه وابنتين.
221 وفي نسخة: شعرها.
222 وفي نسخة: كان رقيبي.
223 وفي نسخة: سرى.
224 الواخد المغلس: الساري في آخر الليل.
225 المهضوب: الممطور.
226 وفي نسخة: الحسيب.
227 المعلى: سابع سهم الميسر، والرقيب ثالث سهامه.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»