ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٦٠
وقال متغزلا:
حبست على اللهو قلبا طليقا * وقمت أحيي الخيال الطروقا لدى روضة قد كساها الربيع * من النور والزهر بردا رقيقا عليها الصبا سحبت ذيلها * وذرت من الطيب مسكا سحيقا تروقك إن مر فيها النسيم * منها يلاعب غصنا وريقا كأن الغصون إذا الورق غنت * على الأيك نشوان لن يستفيقا إذا اعتنقت طربا خلتهن * شقيقا يعانق شوقا شقيقا عشية لهو بها الدهر جاد * بها عاد عيشي غضا أنيقا أمنت بها الدهر حتى كأني * أخذت على الدهر عهدا وثيقا سررت بها غير أن الحبيب * فقدانه ساء قلب المشوقا (201) فكنت إذا قلبي اشتاقه * لأرشف فاه رشفت الرحيقا وأعتنق الغصن عن قده * وألثم عن (202) وجنتيه الشقيقا فما زلت أجني ثمار السرور * وأقضي به (203) للغرام الحقوقا إلى أن رأيت الصباح انتضى * على مفرق الليل عضبا ذليقا مضى الليل يدعو النجاء النجاء * والصبح يدعو اللحوق اللحوقا فقمت ولم أر مما رأيت * شيئا، أكفكف دمعا دفوقا وقد كنت أحسب طرف الزمان * من سكرة النوم (204) بي لن يضيقا فيا لائمي إن ذكرت العقيق * ولولا الهوى ما ذكرت العقيقا تذكرت من كنت ألهو به * فصرت لكتم الهوى لن أطيقا لئن بان جسمي عنه فقد * تخلف قلبي فيه وثيقا فليت غدت حالبات الربيع * حياها على غيره لن تريقا فتسقي به مرضعات الربيع * رضيع الخمائل ماء دفوقا ففي كل يوم بأطلاله * أحي من الغيد وجها طليقا ومرهفة الخصر وسني اللحاظ * تغادر قلب المعنى خفوقا إذا ما رشفت لمى ثغرها * تعاف الصبوح له والغبوقا ترى البدر والغصن والظبي * والنقى والعقيق بها والرحيقا محيا وقدا وجيدا وعينا * وردفا ثقيلا وثغرا وريقا

201 في النسخة المطبوعة والمخطوطة: قلب المشوقا. والظاهر: قلبي المشوقا كما تقتضيه القواعد العربية ومعنى البيت.
202 وفي نسخة: من قده، ومن وجنتيه.
203 وفي نسخة: بها.
204 وفي نسخة: من سكره اليوم.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»