ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ١ - الصفحة ٦٦
وقال مهنئا الشيخ عبد الله باش أعيان العباسي (228) بزواج ولده الشيخ عبد الواحد باش أعيان:
عجل الصب وقد هب طروبا * فتعدى لتهانيك النسيبا منك بدر المجد قد ألهاه عن * رشاء زر على البدر الجيوبا بدر حسن في دجى من فرعه * ما أحيلاه طلوعا وغروبا (229) كم تصبى من أخي حلم وكم * من أخي لب به جد لعوبا لست أدري (230) إذ يعاطي كفه * خمرة من لونها يبدو خضيبا أجلا لامعة في كأسه * أم سنا وجنته أبدى لهيبا شادن وفرته ريحانة * نشرها ينفح للندمان طيبا ما أدار الراح إلا مثلت * حول كسرى منه في الكأس ربيبا لا تقل قطب من سورتها * من تعاطى رشفها كوبا فكوبا بل رآه حول كسرى فاكتسى * وجهه من سورة الغيظ قطوبا لك أخلاق عدتني عن طلا * رشفها من فمه يحيي القلوبا ولطبع فيك من رقته * لي أنفاس الصبا رقت هبوبا عفت منه وجنة رقت إلى * أن شكت من عقرب الصدغ دبيبا يا نسيم الريح إني لم أكن * لسواك اليوم عني مستنيبا سر إلى (البصرة) واحمل عن فمي * كلما أعبق من رياك طيبا إن فيه منتدى رب حجى * أحرز السؤدد مذ كان ربيبا طف (بعبد الله) فيه إنه * كعبة حطت من الدهر الذنوبا واعتمد طلعته الغرا وقل: * بوركت من طلعة تجلو الكروبا أيها الثاقب نورا كلما * قصدوا إطفاءه زاد ثقوبا أخصبت ربعك أنواء الهنا * فبنوء الجود لم يبرح خصيبا خير ما استثمرته غصن علا * لك أنماه النهى غضا رطيبا قد نشأ في حجر علياك التي * رضع السؤدد منها لا الحليبا ذاك عبد الواحد المالئ في * عزه قلب أعاديه وجيبا شبلك المخدر في عريسة (231) * ترهب الليث ولو مر غضوبا إصطفى المجد له منجبة * واصطفى منه لها كفوا نجيبا وعلى نسلهما من قبل أن * يلداه قيل بارك كي يطيبا فلك البشرى بعرس سعده * في محيا الدهر ما أبقى شحوبا مسحت قلب العلى فرحته * بيد ما تركت فيه ندوبا قم فهني المجد يا سعد بمن * مثله لم يصطف المجد حبيبا وعن الحساد لا تسأل وقل * مهج لاقت من الوجد مذيبا قد أبات القوم في (232) غيظهم * يتجافون على الجمر جنوبا خطبوا مجدك يامن كم به * عنهم قد دفع الناس الخطوبا وجروا خلفك للعليا وكم * فت مطلوبا وأدركت طلوبا فاتهم (233) منك ابن مجد لم يزل * في العلى أطولهم باعا رحيبا أين من في الأرض ممن عقدت * بنواصي الشهب علياه الطنوبا حسدت شهب الدراري وجهه * إذ له ما وجدت فيها ضريبا وغدا الأفق الذي زين بها * يتمنى فيه عنها أن ينوبا يا بني العصر دعوا ضربكم * بقداح قط لم تحرز نصيبا فبأعشار العلى فاز فتى * كان كفاه المعلى والرقيبا أروع وقر ناديه النهى * فبصدر الدهر لم يبرح مهيبا ما النسيم الغض يسري سحرا * منعشا في برد رياه القلوبا لك أذكى من سجاياه شذا * فانتشق زهر المعالي مستطيبا فلبسام العشيات فدى * أوجه تدجو على الوفد قطوبا ولرطب الكف في الجدب وقى * كف قوم جف في الخصب جدوبا شنجته علة البخل فلا * طب أو يغدو له السيف طبيبا أغربت أوصاف ذي مجد حوى * من مزايا المجد ما كان غريبا أين ما يسري سرى شوق انورى * فهو يقتاد الحشا منها جنيبا وهو بحر ولهذا فمه * يقذف اللؤلؤ في النادي رطيبا وهو الغيث وأجدر أن ترى * علم الغيث نداه أن يصوبا أين منه معدل الضيف إذا * لقراه التمس المسنى المطيبا وإذا ضرع الغوادي جف في * شتوة واغبرت الأرض جدوبا بسط الكف بها ثم دعى * دونكم حافلة الضرع حلوبا وغدا يطرب إذ يسمعها * للقرى هدارة الغلي غضوبا رث برد الحمد لولا ملك * كل آن يلبس الفخر قشيبا أطرب المدح إليه أنه * فاتح سمعا إلى المدح طروبا عربي الذوق يستحلي التي * من عذارى الشعر جاءته عروبا خطب الأبكار مشغوفا بها * فأقام الجود في الدنيا خطيبا فهو عذري الهوى في عذرها * وهي من شوق له تطوي السهوبا أبدا تدعو له قائلة * لا رأت شمس معاليك الغروبا

٢٢٨ هو الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد الواحد باش أعيان العباسي الملقب بضياء الدين.
ولد في البصرة سنة ١٢٦٣ ه‍ ونشأ بها محبا للخير والعلم والأدب أحبه البصريون عامة.
كان مهيب الطلعة، جليل القدر، سمح النفس، رقيق الشمائل. يتفقد الفقير والبائس، ويحنو على الضعيف، درس العلوم الدينية على جده لامه الشيخ أحمد نور الأنصاري وعلى فريق من أعلام عصره، ولازم الحجة السيد ناصر بن السيد عبد الصمد والعلامة السيد محمد شبر الكاظمي وكانت مجالسه لا تخلو من الحوار العلمي والأدبي والنكت البديعة.
اجتمع بالرحالة السيد محمد رشيد بن داود السعدي فكتب عنه في رحلته: (قرة العين في تاريخ الجزيرة والعراق والنهرين) ج ١ ص ٥٥. تقلد عدة مناصب في الدولة العثمانية فقد عين في سنة ١٢٩٢ ه‍ عضوا في محكمة التمييز، وفي سنة ١٢٩٧ ه‍ عضوا في المحاكم العدلية إلى سنة ١٣٢٠ ه‍ وولي خلالها عدة وظائف منها وكيلا لرئاسة محكمة الجزاء والشرعية والحقوق ومدعي العموم في البصرة، وعضوا في مجلس المعارف والأوقاف، وعضوا في إدارة الألوية وتلقى عدة فرامين من السلطان عبد الحميد خان. توفي بمسقط رأسه سنة ١٣٤٠ ودفن بمقبرة الأسرة الخاصة في جامع الكواز. له آثار منها رسالة في تراجم أعيان البصرة توجد في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد. وكتاب الفتوحات الكوازية في السياحة إلى الأراضي الحجازية (-. طبع -. ورسائل أخرى لم تكمل. وله تعليقات كثيرة شاهدتها على مئات الكتب المخطوطة بمكتبة الأسرة الخاصة. خلف أنجالا ثلاثة:
(1) الشيخ عبد الواحد (2) معالي الشيخ صالح المتوفي 1365 ه‍ والد الشيخ عبد السلام (3) معالي الشيخ محمد أمين المتوفي 1340 ه‍ والأول هو المقصود بالقصيدة، له مقام كبير عند البصريين كما له منزلة عالية بين العلماء والأدباء له كتب منها (زبدة التواريخ) يقع في 18 مجلدا أسمى ثلاثة منها ب‍ (النصرة في تاريخ البصرة) وقد ذكره لونكريك في كتابه (أربعة قرون من تاريخ العراق). توفي 1337 ه‍ خلف أنجالا أربعة (1) الشيخ احمد نوري توفي 1366 ه‍ والد الأستاذ برهان الدين (2) الشيخ ياسين توفي 1361 (3) الشيخ عبد القادر عميد الأسرة اليوم (4) الشيخ محمود توفي بعد أبيه وعمره 22 سنة.
229 وفي نسخة: مغيبا.
230 وفي نسخة: تدري.
231 العريسة والعريس: مأوى الأسد.
232 وفي نسخة: من.
233 وفي نسخة: فاقهم.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»