مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ١٧٨
عليا بأمر مشترك بينه وبين غيره، بل بسبب أنه خصه بأمر مختص به، وليس هو إلا ولايته وزعامته على الأمة.
7 - ومن القرائن على أن المقصود بالمولى الوالي على الأمة، احتجاج علي (عليه السلام) بخطبة الغدير، وقد نقل ذلك عدد من كبار علماء السنة، مثل ابن حجر في الإصابة (1)، وابن الأثير في أسد الغابة (2)، ونكتفي بما قاله ابن كثير، قال:
(قال أبو إسحاق: وحدثني من لا أحصي أن عليا نشد الناس في الرحبة من سمع قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. فقام نفر فشهدوا أنهم سمعوا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وكتم قوم!
فما خرجوا من الدنيا حتى عموا، وأصابتهم آفة! منهم يزيد بن وديعة، وعبد الرحمن بن مدلج).
ومن البديهي أن استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا الحديث، وطلبه شهادة الصحابة لإثبات خلافته، قرينة واضحة على تعين المدلول - لكلمة الولي - في ولاية أمر المسلمين.
8 - ومن القرائن على أن الولاية في الحديث بمعنى ولاية الأمر، أن

(١) الإصابة ج ٤ ص ٣٠٠ القسم الأول عبد الرحمن بن مدلج، و ج ٤ ص ٢٧٦ و ج ٧ ص ١٣٦.
(٢) أسد الغابة ج ٣ ص ٣٢١، وراجع أيضا: مسند أحمد بن حنبل ج ١ ص ١١٩، مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٠٥ و ١٠٧، السنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ١٣١ و...، مسند أبي يعلى ج ١ ص ٤٢٨، البداية والنهاية ج ٥ ص ٢٢٩، السيرة النبوية ج ٤ ص ٤١٨، خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) ص ٩٦ و ١٠٠ و...
وص ١٣٢، المعجم الأوسط ج ٧ ص ٧٠، المعجم الكبير ج ٥ ص ١٧١، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٩ ص ٢١٧، تاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٢٠٥ ومصادر أخرى للعامة.
مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) ج ٢ ص ٣٧٢، شرح الأخبار ج ١ ص ١٠٠، المسترشد ص ٤٦٩، الأمالي للطوسي ص ٣٧٢ و ٣٣٤... العمدة ص ٩٣، الطرائف ص 151 ومصادر أخرى للخاصة.
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»