طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧١
كف ء " (1).
على أنها جامعة لصفات الإمامة كما يأتي (2).
قال الإمام الخميني قدس الله سره الشريف: (لم تكن الزهراء امرأة عادية بل كانت امرأة روحانية، امرأة ملكوتية، إنسانا بكل ما للإنسان من معنى، إنها موجود ملكوتي ظهر في عالمنا على صورة انسان، بل موجود إلهي جبروتي بصورة امرأة، لقد تجسدت كل الهويات الكمالية التي يمكن تصورها في الانسان في هذه الامرأة، غدا تحل ذكرى ميلاد امرأة تحوي جميع خصائص الأنبياء وخصوصياتهم.
امرأة لو كانت رجلا لكانت نبيا، ولكانت في مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إنها تحمل وتجمع جميع المعنويات والتجليات الملكوتية والإلهية والجبروتية والملكية والناسوتية.
إن هذه النشأة والخلقة الصورية الطبيعية هي أدنى مراتب الانسان - الرجل والمرأة - ولكن الحركة نحو الكمال تبدأ من هذه المرتبة النازلة، فالإنسان موجود متحرك من مرتبة الطبيعة إلى مرتبة الغيب، ومنها إلى الفناء في الألوهية.
هذه المعاني كانت متحققة في الصديقة الطاهرة (عليها السلام)، انطلقت من مرتبة الطبيعة وبلغت مرتبة قصر وعجز عنها الجميع) (3).

1 - الفردوس: 3 / 373 ح 5130 ط. دار الكتب العلمية و 418 ح 5170 دار الكتاب العربي، وكنوز الحقائق: 2 / 120 ح 6535، ورشفة الصادي: 42 ط. مصر و 85 ط. بيروت بتحقيقنا.
2 - فعصمتها ثابتة بالآية وبكثير من الأحاديث وهي كف ء علي (عليه السلام) في الفضل وتقدم الأمير عليها من باب الذكورة لا من باب فضله عليها، وتحقيق ذلك موكول إلى مكانه.
3 - صحيفة النور: 6 / 185.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»