إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٣١٧
مغربها وليبعثن الله أحياء من آدم إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كل نبي مرسل يضربون بين يدي بالسيف الأموات والأحياء والثقلين جميعا، فيا عجبا وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبون زمرة بالتلبية: لبيك لبيك يا داعي الله، قد تخللوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ليضربوا بها هام الكفرة وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأولين والآخرين حتى ينجزهم الله ما وعدهم في قوله عز وجل: * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) * (1) أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحدا في عبادي، ليس عندهم تقية، وإن لي الكرة بعد الكرة والرجعة بعد الرجعة وأنا صاحب الرجعات والكرات وصاحب الصولات والنقمات والدولات العجيبات وأنا قرن من حديد وأنا عبد الله وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا أمين الله وخازنه وعيبة سره وحجابه ووجهه وصراطه وميزانه وأنا الحاشر إلى الله وأنا كلمته التي يجمع بها المفترق ويفرق بها المجتمع وأنا أسماء الله الحسنى وأمثاله العليا وآياته الكبرى وأنا صاحب الجنة والنار، أسكن أهل الجنة الجنة وأسكن أهل النار النار وإلي تزويج أهل الجنة وإلي عذاب أهل النار وإلي إياب الخلق جميعا وأنا الإياب الذي يؤوب إليه كل شئ بعد القضاء وإلي حساب الخلق جميعا... " إلى آخر الخطبة (2).
وفيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد أسرى بي ربي عز وجل فأوحى إلي من وراء حجاب ما أوحى وكلمني بما كلم به وكان مما كلمني به أن قال: يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم. إني أنا الله لا إله إلا أنا الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. إني أنا الله لا إله إلا أنا الخالق الباري المصور له الأسماء الحسنى يسبح له من في السماوات والأرض وأنا العزيز الحكيم. يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا الأول فلا شئ قبلي وأنا الآخر فلا شئ بعدي وأنا الظاهر فلا شئ فوقي وأنا الباطن فلا شئ دوني وأنا الله لا إله إلا أنا بكل شئ عليم.
يا محمد علي أول ما أخذ ميثاقه من الأئمة: يا محمد علي آخر من أقبض روحه من الأئمة

١ - سورة النور: ٥٥.
٢ - مختصر البصائر: ٣٤، والبحار: 53: 47 ح 20.
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»