إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٣١٦
يديل الله المؤمن الكافر فإذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين (عليه السلام) في أصحابه وجاء إبليس في أصحابه، يكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال له الروحا قريب من كوفتكم فيقتتلون قتالا لم يقتل مثله منذ خلق الله عز وجل العالمين، فكأني أنظر إلى أصحاب علي أمير المؤمنين (عليه السلام) قد رجعوا إلى خلفهم القهقهرى مائة قدم، وكأني أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات فعند ذلك يهبط الجبار عز وجل (1) في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر برسول الله أمامه بيده حربة من نور فإذا نظر إليه إبليس يرجع القهقرى ناكصا على عقبيه فيقول له أصحابه: أين تريد وقد ظفرت؟ فيقول: إني أرى ما لا ترون أني أخاف الله رب العالمين، فيلحقه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه، فعند ذلك يعبد الله عز وجل ولا يشرك به شيئا ويملك أمير المؤمنين (عليه السلام) أربعا وأربعين ألف سنة حتى يلد الرجل من شيعة علي ألف ولد من صلبه ذكرا، وعند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله تعالى (2).
في البحار عن الباقر (عليه السلام) قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى أحد واحد تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ثم خلق من ذلك النور محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلقني وذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور وأسكنه في أبداننا فنحن روح الله وكلماته فبنا احتج على خلقه، فما زلنا في ظلة خضراء حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار ولا عين تطرف نعبده ونقدسه ونسبحه وذلك قبل أن يخلق الخلق وأخذ ميثاق الأنبياء لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدقا لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه يعني لتؤمنن بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولتنصرن وصيه وسينصرونه جميعا وإن الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنصرة بعضنا لبعض فقد نصرت محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاهدت بين يديه وقتلت عدوه ووفيت الله بما أخذ علي من الميثاق والنصرة لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله وذلك لما قبضهم الله إليه وسوف ينصرونني ويكون لي ما بين مشرقها إلى

١ - هبوط الجبار تعالى كناية عن نزول آيات عذابه كما في البحار.
٢ - مختصر البصائر: ٢٧، والبحار: 53 / 42 ح 12.
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»