موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٧٤
الخلال (1)، وكان من كبار الشيعة فيها (2)، وقد استوزره السفاح ولقبه وزير آل محمد (3)، وبعد القبض على إبراهيم الإمام وقتله في سجن مروان الحمار سنة (132 ه‍)، أجمع المؤرخون على ميل أبي سلمة إلى تحويل الخلافة من البيت العباسي إلى البيت العلوي (4). فكتب كتابين على نسخة واحدة إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، وإلى عبد الله بن الحسن يدعو كلا منهما للشخوص إليه ليصرف الدعوة إليه ويجتهد في بيعة أهل خراسان له (5). ودفع الرسالتين إلى رسوله محمد ابن عبد الرحمن (6)، فوفد المدينة على أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فلقيه ليلا، وأعلمه أنه رسول أبي سلمة وأعطاه كتابه. فقال له الامام الصادق (عليه السلام): " وما أنا وأبو سلمة؟ وأبو سلمة شيعة لغيري ". قال: إني رسول، فتقرأ كتابه وتجيبه بما رأيت، فدعا الإمام الصادق (عليه السلام) بسراج ثم أخذ كتاب أبي سلمة فوضعه على السراج

(١) حفص بن سليمان الهمداني الخلال، أول من لقب بالوزارة في الإسلام، أنفق أموالا كثيرة في سبيل الدعوة العباسية، ولما استقام الأمر للسفاح استوزره، فكان أول وزير لأ ول خليفة عباسي، وكان على علم بالسياسة والتدبير، ويعرف بالخلال لسكناه بدرب الخلالين بالكوفة.
(راجع: ابن خلكان، وفيات الأعيان ٢: ١٩٥ - ١٩٧).
(٢) الدينوري؛ الأخبار الطوال: ٣٣٦.
(٣) تأريخ الطبري ٧: ٤٥٠. والدينوري؛ الأخبار الطوال: ٣٦٨. وابن خلكان؛ وفيات الأعيان 2: 196).
(4) تأريخ اليعقوبي 2: 349. والمسعودي؛ مروج الذهب 3: 253.
(5) المسعودي؛ مروج الذهب 3: 254. والمقدسي؛ البدء والتاريخ 6: 67.
(6) هو محمد بن عبد الرحمن بن أسلم. وكان أسلم مولى لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). (راجع:
المسعودي، مروج الذهب 3: 254).
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»