موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٦٩
" إن أصل الدعوة كان لآل علي، لأن أهل خراسان كان هواهم في آل علي، لا لآل العباس، لذلك كان السفاح ومن جاء بعده، مفتحة عيونهم لأهل خراسان، حتى لا يتفشى فيهم التشيع لآل علي " (1).
ومن الظواهر المؤيدة لذلك أن ممارسة العباسيين لدعوتهم في خراسان، كانت سابقة على بيعتهم لمحمد بن عبد الله بن الحسن في الأبواء، وهم في غضون ذلك كانوا يتظاهرون بمساندة العلويين، بحضور مؤتمراتهم واجتماعاتهم التي كانت تعد للانقلاب والثورة، حتى إذا استقر الوضع وخلص لهم أهل خراسان أعلنوا فصل موقفهم عن موقف العلويين.
وقد أدرك العباسيون خطورة حركة علوية أخرى، بعد حركة أبي هاشم إمام الكيسانية التي قامت بقيادة عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر الطيار، الذي دعا إلى نفسه وعلى بيعته، على الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقد امتدت دعوة عبد الله بن معاوية إلى معظم مدن العراق، وإلى المدائن والمياهين وهمدان وقومس وأصفهان والري وفارس (2)، فأسرع العباسيون إلى مهادنة عبد الله بن معاوية، وقدم عليه السفاح والمنصور وعمهما عيسى ابن علي، فمن أراد منهم عملا قلدوه، ومن أراد صلة وصلوه، وهذا يدل على مدى حنكتهم السياسية في تعاملهم مع المواقف الحرجة التي تؤثر على سير دعوتهم، ولهذا لما أدرك أبو مسلم الخراساني خطورة حركة عبد الله بن معاوية، قبض عليه وسجنه ثم قتله، عندما لجأ إليه طالبا منه النصرة والمعاونة (3).

(١) محمد أحمد براق؛ أبو العباس السفاح: ٤٨.
(٢) تأريخ الطبري: ٣٠٣.
(٣) الاصفهاني؛ مقاتل الطالبيين: ١٥٧ - 158.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»